فيها مصورا على انه كاره للإنسانية، فجعله المخرج عصبيا يفسد بإضراب أعصابه أعماله وعلاقاته بالناس، واستعان المخرج في ذلك بعلم النفس وبالضوء إذ يرسل على الشخصية أشعة خاصة تهيج الأعصاب وقال أن عادة الترفيه أيام الحرب قد غلبت على المسرح الفرنسي فمن المشاهد أن يخرج الممثل عن دوره ليأتي بحركات ونكات مضحكة. وقال أن المسارح هناك تتمتع بحرية عجيبة في عرض المبادئ السياسية، والشيوعية هي المتغلبة هناك. أما ما عرفت به فرنسا قبل الحرب من المسارح المجونية المتهتكة فلا يزال كما هو. . ولم تستفد فرنسا من محنتها القاسية التي أوقعها فيها انحلالها الخلقي وانغماسها في الترف واللذات، كما قال بيتان. .
وقال المحاضر أن إنجلترا تشكو الفقر التأليف المسرحي، وان المسارح الناجحة فيها هي المسارح الأمريكية التي غزتها وتغلغلت فيها، حتى انك تجد المسرح الرائج الذي يمثل فيه ممثلون إنجليز إنما تعرض عليه رواية أمريكية، فالسائد هناك هو الفن الأمريكي. وقال انه شاهد في بعض المسارح الصغيرة نوعا غريبا من التجديد، فالمؤلف لا يضع إلا الفصل الأول يصور فيه المشكلة، ثم تستدل الستارة ويؤخذ رأي الجمهور في حل المشكلة، وعلى حس هذا الرأي يعمل المخرج في إظهار المنظر التالي. . وهكذا حتى تنتهي الرواية، وهي لهذا تأخذ وقتا أطول من المعتاد
وختم المحاضر حديثه بأن المسرح يعيش في اوروبا لان هناك جمهورا ممثلا ورواية، أما مصر ففيها ممثل ولكن ليس فيها جمهور ولا رواية.