السعاة مقدرة على الأداء، ولدى إدارة البرق مقدرة على التلحين
وفي هذا الخبر على قصره بشريات لنا لو أخذنا بهذا النظام فمن لنا بالفرصة التي تتيح حفظ مكتبة في كل مكتب للبرق تحتوي على كل دوواين الشعر العربي، ومن لنا بفرصة لتوظيف الملحنين وبعض المغنين والمغنيات سعاة للتلغراف!! ولقد ينشأ بعد ذلك شعراء عموميون كالكتبة العموميين لنظم التهنئات للبرقية، فما أسعد البشرى!
ويصف الكاتب استغلال الماجنين لنظام التهنئة المغنية فهم يبعثون لحفلة متزمتة بفرقة من السعاة تنشدهم ما لا يتفق ونظام الحفلة، قال وعند ذلك يطرد الساعي المنشد المسكين قبل أن يتمم إنشاد البرقية وقبل أن يعلن اسم المرسل
قال: وفي هذا النوع من الرسائل تكثر مداعبات الغزل بين الشبان والشواب، وروى قصة فتاة أرسلت أغنية كبعض شعر عباس بن الأحنف إلى صديق لها، فطرب الشاب وجعل الرد برقية إلى مكتب البرق في حي الفتاة يرجو فيها تقديم طعام الإفطار لها فقدمه المكتب على حساب المرسل للظريفة المداعبة في غرفة نومها في ساعة الفجر
سيدي الأستاذ:
لا علينا من طبيعة نظام الغناغراف ولكن أمة يمكن فيها إنشاؤه واستمراره لهي أمة سعيدة فهل تدعون إلى إنشائه بمصر إدارة المصلحة التي أنشأت قطار المفاجآت وقطار البحر
أحسب ذلك إن شاء الله.
عبد اللطيف النشار
أدهم قال لي
قرأت للأستاذ عبد اللطيف النشار كلمة بمناسبة دعوة أحد الأدباء لأصدقاء المرحوم الدكتور أدهم في أن يكتبوا عن مقدار ما وصل إليهم من العلم عن عقيدته
وفي الواقع كانت دهشتي عظيمة لأمرين: الأول هي تلك الدعوة الغريبة التي لا أجد لها أي داع، وقد حرت في فهم ما يرمي إليه الداعي من وراء دعوته، فإن كان يقصد بالعقيدة (الدين) فإنني أعتقد أنها مسألة شخصية بحتة يجدر بنا أن نبعدها عن نطاق الجدل؛ ثم إنني لا أفهم كيف يمكننا أن نخدم الأدب بتركنا الكلام عن الناحية الأدبية في الكاتب إلى مسائل