للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مكان، حيث لا يثير في أي حسن سليم إلا التقزز والاشمئزاز، حتى في نفوس طلاب الجسد من ذوي الغرائز القوية السليمة!.

هذا اللحم تفرق الدولة بينه في مكان واحد على البلاج: في الرشاش (الدش) فهو يتلاحم في البحر كما يشاء، ويتكدس على الرمال كما يشاء، ويخلج ذهابا وإيابا على الشاطئ، كما يشاء. ويرى الجميع الجميع في كل وضع وفي كل مكان. . . إلا حيث يذهب هؤلاء وهؤلاء إلى الرشاش. فهناك يكون الفصل والحجاب!

وهان ذلك لو أن كل رشاش منفصل مستور له باب - كما في (بلاج الأرستقراط) - فهناك مظنة أن يخلع المستحم أو المستحمة لباس البحر؛ تلك البقية الضئيلة من الستر، ولكن رشاشات الرجال والنساء في معظم (بلاجات الشعب) مكشوفة كرشاشات السجون التي يشكو بعضهم من خدشها للآداب هناك! والفاصل بين هذه وتلك حائط في الوسط، وهذه وتلك مكشوفة من الجانب الآخر ينظر الرائحون والغادون فيرون من فيها تحت الرشاش!

وإن الأمر ليبدو (مسخرة) من المساخر. فما قيمة هذا الفصل بين الجنسين في لحظة الرشاش؟

وتسأل: ولمَ لا تكون هناك حمامات خاصة للسيدات، وحمامات خاصة للرجال؟ ولم لا يحرم لباس البحر على (البلاج) ولا يباح إلا في الماء وفي الحمامات الخاصة لهؤلاء وهؤلاء؟

تسأل إن واتتك الجرأة على السؤال. فهنالك مخنثون رقعاء في الصحف الداعرة وفي كل مكان. . . هناك أولاد لا أعراض لهم في بيوتهم، يصيحون في وجهك كما يصيح الكلاب: هذا تأخر! هذه رجعية! هذا جمود!

ويقولون لك: في أوربا وفي أمريكا، وفي بلاد العالم المتحضر تختلط اللحوم وتتعرى الأجساد!

وفي الغابة كذلك - يا أولاد - تختلط اللحوم وتتعرى الأجساد.

ولكن الغابة أشرف وأسلم، لأن الفطرة هنالك أصدق وأنظف؛ فأنثى كثير من الحيوان والوحوش هناك لذكر واحد. وهي بذلك أعف وأشرف من تسعة وتسعين في المائة ممن تنشرون صورهن عارية على البلاج، أو شبه عارية في الحفلات الداعرة في أوساط

<<  <  ج:
ص:  >  >>