للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ذلك (المصطفى) المزعوم إننا دافعنا عن محمد فقلنا: (إنك لا تصف السيد المسيح بأنه قاصر الجنسية لأنه لم يتزوج قط؛ فلا ينبغي أن تصف محمداً بأنه مفرط الجنسية لأنه تزوج بتسع نساء)

ثم قال ذلك المصطفى المزعوم معقباً على كلامنا: (ولكن ما رأي العقاد لو قال الناقد: إني أرى المسيح قاصر الجنسية وما أنفي عنه هذه الصفة)

ورأي العقاد أن الناقد لن يقول ذلك لأنه كان من أساطين المبشرين. فإن أعْدته الاشتراكية الرعناء بسوء أدبها فجوابه إذن أن نرده إلى تاريخ النبي كما فعلنا فنريه بما يفقأ عينه أن الرجل الشهوان يجمع بين تسع زوجات من الأبكار الحسان وهو قادر على ذلك كل القدرة ولا يختار زوجاته كما صنع النبي من المسنات المتأيمات اللائى لم يشتهرن بالجمال، ثم تكون البكر الوحيدة منهن بنت أبي بكر الصديق التي يرجع التزوج بها إلى أسباب المصلحة الإسلامية قبل كل اعتبار

فهل (تنبسط) الاشتراكية بهذا الجواب أو يملأها سم البغضاء وصديده لأن في العالم الإنساني رجلاً باقياً بغير تلويث!

وقال ذلك المصطفى المزعوم: إن العقاد (يقيم الحجة على نبوة محمد باضطراب الأحوال وقت نشوئه في بلاد العرب. . . ترى أين يكون إقناع العقاد لو انبرى مسلم - قبل أن يتصدى من لا يدين بالإسلام - وقال: إن الأحوال الحاضرة أشد قساوة مما مضى في عهود الإنسانية جميعها. . . وإذن فالحال المعاصرة تستلزم نبياً ينشر الخير والعدل. فأين هذا النبي ممن عرفهم العالم حالياً. . .)

والعجيب أن يسألني هذا المصطفى المزعوم عن رأيي وقد بينته صريحاً في الكتاب نفسه حين قلت: إن العالم حائر في طلب العقيدة أو (طلب المسوغ للوجود. لأن الوجود وحده لا يكفي الإنسان إلا أن يكون على طبقته مع الحيوان. فالإيمان للمستقبل، وعسى أن يكون المستقبل للإيمان. . .)

قلت ذلك في ختام الكتاب وجعلته خلاصة الرأي فيه وموضع العبرة منه، ولا أزال أقول كما قلت دائماً إن خلاص العالم مرهون بالإيمان. وإن حياة الناس بغير عقيدة نبيلة هي حياة حشرات

<<  <  ج:
ص:  >  >>