للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تكريمه أسلوب لا يخطر لأهل هذا العصر في بال

لن نبكي على شيخ الصحافة المصرية، وهل مات حتى نبكي عليه؟

وما البكاء على كاتب لم يفارق دنياه إلا بعد أن ملأ صريرُ قلمه مسامع الزمان؟

الواجب أن نفرح لأن مصر أنجبت كاتباً سياسياً يندُر وجود مثله في الأقطار الأوربية والأمريكية. وأعيذ القارئ أن يتهمني بالمبالغة والتهويل، فالمصاعب التي قهرها عبد القادر لو صادفت أكبر كاتب في أعظم بلد لأضافته إلى المدحورين

الواجب أن نفرح لأن جو مصر سمح بأن يكون أحد أقطاب الصحافة من أكابر المؤلفين، وتلك إحدى الأعاجيب.

الواجب أن نفرح، لأن جو مصر سمح بأن يكتُم كاتبٌ بلاءه بأعدائه نحو ثلاث سنين، ليلقاهم بعد ذلك في ميدان لا يخرجون منه سالمين

كان عبد القادر كما وصفت، وفوق ما وصفت، فكيف تحيي ذاكره بالحزن والانقباض؟

ومتى نفرح إذا تناسينا اعتزاز الأقلام بتاريخ ذلك الشهيد؟

كان عبد القادر يحب جريدته أكثر مما يحب نفسه، ولهذا كان يستكتب رجالاً بينه وبينهم ضغائن وحقود، ليبرئ ذمته من حق جريدته عليه

وكانت البراعة القلمية هي الخصيصة الأساسية فيمن يعرف من الكتّاب، ولو كانوا من خصومه الألدَّاء

وكان لا يسمح بنشر كلمة تؤذي أحد محرري (البلاغ) من قرب أو من بعد، وقد اتفق لي أن أرجوه نشر مقال أرسله المرحوم مصطفى صادق الرافعي في إيذائي، لأقيم الدليل على تشجيع الحرية الفكرية، ولكنه رفض، وكانت حجته أن سماحي بنشر مقال الرافعي لا يعفيه من حقي عليه

عبد القادر!

هل تعرف أن قوماً زعموا أنك مت؟

كذَبوا، فما يموت من تحيا ذكراه على سنان قلمي!

موسم الامتحانات

وزارة المعارف في نظر المنصف أعظم الوزارات حيوية، بدليل ما نشاهد من كثرة

<<  <  ج:
ص:  >  >>