التغيرات والتقلبات، وهل يتغير أو يتقلب غير الأحياء؟
ولكن هذه الوزارة التي تفكر في كل شيء، وتشغل بأخبارها جميع الناس، تنسى شيئاً في غاية من الأهمية، وهو تعديل مواعيد الامتحانات
ما الذي يوجب أن تكون تلك المواعيد في وهج لصيف؟ أيكون ذلك نقلاً عن الأمم الأوربية؟ هو ذلك، ولكن أين جو مصر بالقياس إلى الأجواء الأوربية؟
أعصاب التلاميذ في شهر يونيه لا تحتمل أي جهاد، ولو شئت لقلت إن التلاميذ يعانون التعب قبل يونيه بشهرين، فكيف تجود قواهم بالمحصول الذي يعيِّن منازلهم من الفوز أو الإخفاق! وهل سمعتم حديث المصحِّحين؟
التصحيح نوع من القضاء، ولا يجوز للقاضي أن يحكم إلا وهو سليم الأعصاب، فكيف تكون مصاير التلاميذ بأيدي مصححين لم تبق منهم متاعب العام الدراسي غير أشباح؟
يجب أن تكون الامتحانات في شهر مارس، أو يجب أن تكون أهم مواد الامتحان في شهر مارس، لنجد تلاميذ ومصححين، ولنطمئن إلى العدل في سلامة الحكم على أبناء الجيل الجديد
فإن عزَّ على وزارة المعارف أن تترك خطةً سارت عليها عشرات السنين فلتجعل التصحيح في أيدي رجال خُفِّف عنهم عناء العام الدراسي بعض التخفيف، ليراجعوا الأوراق بعناية والتفات، أو ليكونوا في حال غير الحال التي نعرف، فأكثر من يُدعَون إلى التصحيح يعتذرون، لأنهم لا يلقون الصيف إلا بعد طول العناء بالتدريس والتصحيح
أما بعد فقد أعلنت هذا الرأي مرات في الأعوام الماضية، ولم أجد من يسمع، فهل يكون من حظ هذا الرأي أن يضاف إلى الآراء التي يدرسها وزيرنا الحصيف؟
أحزان توفيق الحكيم
لم أكن أنتظر أن يكون عتْبي على الأستاذ توفيق الحكيم فرصة لمجادلات ومساجلات يجري بها قلمه مع الكاتبين العظيمين عباس العقاد وطه حسين
وعلى قلة ما يجشّم أخونا الزيات نفسَه في مراسلة أصدقاء الرسالة من مهجَره الجميل، فقد كتب إليّ يخبرني أنه خفّف كلمتي في عتب الأستاذ توفيق الحكيم، لأنه لا يقبل أن يفسُد ما بيني وبين توفيق لشبهة نفاها توفيق.