إن أعضاء مجمع محمد فؤاد الأول اختيروا من ذوي الكفايات في الآداب والعلوم والفنون، ولكي تجنى البلاد ثمرات الكفاية يجب أن تؤدي الدولة ضريبتها.
المرشحون المستقلون ومناهج التعليم:
نشرت جريدة الأهرام أن المرشحين لانتخاب مجلس النواب المستقلين اجتمعوا برياسة الأستاذ عبد الحميد عبد الحق باشا، ورأوا أن يضعوا لهم برنامجاً كبرامج الأحزاب. وعرض عليهم عبد الحميد باشا البرنامج الذي أعده ليكون عهداً على كل مرشح مستقل إذا ما نجح في الانتخاب، فوافق الجميع عليه، والذي يهمنا من هذا البرنامج هو المادة الثانية منه، ونصها:(جعل التعليم في جميع درجاته بالمجان مع تعديل البرامج تعديلاً يكفي لتخريج شبان مسلحين بالمعرفة الضرورية لاقتحام الحياة الحرة) هذا كلام طيب، فقد أصبحت مجانية التعليم من أماني البلاد في الإصلاح الداخلي، ولا ينبغي أن يشتري الكراث والبصل، كما قال الدكتور طه حسين. وحسنأيضاً أن تعدل البرامج التعديل المنشود، ولكن للمادة السابقة من برامج المرشحين المستقلين بقية هي:(وأن يضع هذا البرنامج رجال لأعمال لا موظفو وزارة المعارف)
ومعنى ذلك أن تلغى وزارة المعارف مراقباتها الفنية وتسرح رجالها، لتفسح المجال لرجال الأعمال من مديري المصانع ورؤساء (الورش) وغيرهم، كي يضعوا خطة التعليم، فتنشئ بديوانها (ورشة لتعليم اللغة العربية)،
و (معملاً لاستخراج المواد الاجتماعية) و (شركة تدير العلوم الطبيعية) وهكذا.
ولم لا وقد أخفق موظفو المعارف في وضع البرامج الكفيلة بتخريج شبان مسلحين بالمعرفة. الخ؟
ولماذا ننتظر حتى يفرغوا من تجاربهم وحتى تتطور إلى أحسن منها؟ وعلى ذلك يجب إجلاؤهم عن شؤون التعليم دون مفاوضة.
ولست أدري لم سكت برنامج المرشحين المستقلين عن الناحية الصحية مثلاً. أليست الصحة العامة على غير ما يرام؟ وكلنا يعلم حال المستشفيات وعدم العناية بالمرضى فيها، فلم إذن لا يتولى رجال الأعمال هذه الشئون بدلاً من الأطباء؟!
لا شك في أنهم يقصدون تغليب الناحية العلمية في التعليم والاستئناس بآراء من مارسوا