الأعمال الاقتصادية، ولكن ليس معنى هذا أن التعليم كله اقتصاديات وصناعات، وأن يتولى الأمر غير ذويه. ثم أريد أناأيضاً أن أتدخل فيما لست من أهله، فأسأل وما أنا من المشتغلين بالسياسة كيف يكون المستقلون مستقلين وهم يتجمعون هيئة لها لجنة تنفيذية وبرنامج؟ أليس هذا شأن الأحزاب؟ وعلى ذلك نرى حزباً جديداً هو (حزب المستقلين!)
ليلة من ألف ليلة:
يعمل الآن الأستاذ زكي طليمات في إخراج مسرحية (ليلة من ألف ليلة) لتمثلها الفرقة المصرية على مسرح الأوبرا الملكية ابتداء من أول ديسمبر الحالي. وهي مسرحية زجلية يتخللها غناء، فهي من نوع الأوبريت، كتب حوارها الأستاذ بيرم التونسي. ويرجع أصل هذه الرواية إلى رواية (قسمة) الإنجليزية التي ألفها المستر ادوارد كنبلوش ومثلت في لندن سنة ١٩١٤. وترجمت بعد ذلك إلى الفرنسية ثم ترجمها عن الفرنسية إلى العربية المرحوم خليل مطران باسم (القضاء والقدر) ومثلتها فرقة عكاشة في مسرح حديقة الأزبكية سنة ١٩٢٠، وقام بالدور الأول فيها وهو دور (حسن الشحات) المرحوم محمد بهجت ثم أخرجتها الفرقة المصرية بعد ذلك باسم (حسن الشحات) وقام بالدور الأول حسين رياض. أما الرواية الزجلية فقد أجرى لها بيرم التونسي اقتباساً جديداً وكتبها بالزجل وأخرجها عزيز عيد ومثل فيها دور حسن الشحات. وأخيراً تناولها الأستاذ زكي طليمات فأضاف إليها قطعاً غنائية مندمجة في مواقفها وبه حولت إلى (أوبريت) وقد وضع ألحانها أحمد صدقي، وتغني فيها المطربة شهرزاد (في دور حسن الشحات) ويغني كذلك كارم محمود في أحد الأدوار. أما دور (حسن الشحات) فله قصة من مفاجآتها أن أعلن أن يوسف وهبي سيغني فيها. فقد عرض عليه أولاً أن يقوم بدور حسن الشحات ووافق عليه، ولكنه رأى أن الدور يحتاج جهد كبير وخاصة حفظ الزجل، وهو لا يريد أن يتعب نفسه في أدوار جديدة، فحسبه رواياته التي مثلها قديماً والتي لا تكلفه غير الاستذكار اليسير، وهو يقتصر على هذا الاجترار في النهوض بالمسرح المصري في هذا الوقت! وجعل يوسف وهبي يماطل ويتخلف عن حضور التجارب، حتى أدى ذلك إلى أزمة في الفرقة، وقدم زكي طليمات استقالته ثم عدل عنها بعد أن تم الاتفاق على أن يقوم بالدور فؤاد شفيق. وعلى ذلك صار يوسف وهبي لا علاقة له بهذه الرواية إلا أنه المدير العام للفرقة التي ستمثلها، وبهذا