للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السهمي

حول الفن القصصي في القرآن الكريم:

(إلى الأستاذ محمد أحمد خلف الله)

سلام الله عليك وبعد، لقد طلبت المشاركة في البحث، وقدرت منذ اللحظة الأولى أنه من الجائز أن تكون أخطأت القصد أو ضللت السبيل، وهذه روح تذكر فتشكر وسأذكر لك ما أذكر مجادلاً بالتي هي أحسن.

وسأضع يدك أول الأمر على تناقض في مقالك؛ فإنك قد عنيت في أوله ببيان أن الأسطورة ليست الكذب والمين ولا الخرافات والأوهام، وإنه يجب ألا تزعجنا هذه اللفظة فنجري وراء الخيال ونعتقد أنها الأكذوبة أو الخرافة.

وأنت تريد بذلك طبعاً أن أساطير القرآن الكريم ليست كذباً ولا خرافة وإنما هي صدق وحق، فما رأيك في قولك:

(إن تمسكنا بالرأي الذي يقول: إن جسم القصة أو هيكل الحكاية حق ثابت، بعد أن ثبت لدى العلماء الدارسين أنها من الأساطير أمر بعرض القرآن لشر مستطير) فأنت بالمقابلة بين الأساطير والحق الثابت أردت بها غيره وما هو إلا الكذب والمين وبذلك وقع التناقض بين أول المقال وآخره.

بعد هذا أنتقل بك أيها الأخ إلى تفرقتك بين جسم القصة أو هيكل الحكاية وبين ما فيها من توجيه فأقول لك: إن صح هذا من الأفراد الذين يعن لهم المعنى فيريدون إيضاحه وبيانه فيتجسمونه ويمثلونه ويضعون له الأشخاص والحوار والأصباغ كما في قصة الأستاذ الخفيف التالية لمقالك (ذات صباح) - فلن يصح في قصص القرآن؛ إذ ليس فيه فاصل بين جسم القصة وتوجيهها، بل هما توأمان؛ ونحن نفهم في قصة الأستاذ الخفيف أن (بهيجة) شخصية خيالية للفتاة التي يضحي بها أهلها حين يزوجونها ممن يحبون وتكره؛ ولكنا لا نفهم في قصة يوسف عليه السلام أنه وامرأة العزيز شخصان خيالين رمز بالأول للعفة وبالثاني للاستهتار.

فالحوادث والأشخاص في القرآن الكريم ليسا رضعاً ولا خيالاً وإنما هما حق ثابت ولو كان

<<  <  ج:
ص:  >  >>