هذا الحريق أن ألسنة النار المنبعثة من الأدغال اتخذت أشكالاً مروعة، بعضها كان على صورة الثعبان والبعض اتخذ شكل التنين. . على رغم هذا كله، كنت تتابعين نزهتك في اطمئنان مع ذلك الشاب الذي تأبط ذراعك اليسرى في حرارة واشتياق. . . أخذت أناديك مراراً ولكن بلا جدوى! إذ كنتِ تلتفتين إليّ ثم تستأنفين حديثك الشائق مع صديقك! ولكن هذا الحال المؤلمة لم تدم طويلاً ولله الحمد! إذ سقطت إحدى لوحات سريري الخشبية من تحتي فأيقظتني من النوم، وخلصتني من هذا الكابوس!
هنا. . أشعلت سيجارة وخرجت إلى النافذة لأستنشق الهواء لأني كنت متعباً من هذا الحلم كأن ما حدث لي وقع فعلاً. . . وكنت في الوقت نفسه شديد الرغبة في استئناف النوم للعودة إلى هذا الحلم برغم بشاعته لمعرفة شخصية ذلك الشاب السخيف المستهتر الذي كان يدعوك إلى النزهة في وسط النار!
عزيزتي! هذا هو حلمي المروع، ألا ترين أنني عوقبت به عقاباً كافياً؟ ألا تصفحين الآن؟
الرد
عزيزي:
وصلتني رسالتك، ولقد توّلتني الدهشة لكل هذه الضجة التي أثرتها لتتبين شخصية رفيقي في نزهة الغابة. لقد كان في إمكانك الاتصال بي وقتها بالتليفون لأخبرك باسمه، فأوفر عليك مجهودك. . أتريد أن تعرف من هو؟ أعلم أن هذا الشاب هو (س) بعينه الذي تمت خطوبتي إليه ليلة أمس على أثر المشادة التي وقعت بيننا، لأني آسفة أيها العزيز على أني لا أستطيع التزوج من مجنون مثلك!