السابع، وزعم أنه عائم في بحر المعارف سائح، وحدثنا بعجائب من بنيات صدره، ووعدنا مواعيد عرقوب صانها في قدره.
وحين اشتد العزم على السير نحو الحجاز، وصله مودعاً إلى جيوض (السيلة) وفارقناه. وذكرت ما وقع في هذه الحضرة الكريمة في رحلة سميتها (الرحلة الإحسانية الحجازية الثانية) ولما عدنا إلى الديار المقدسة صحبنا الأخ الشيخ محمد المكتبي الحلبي وكان بعد ما توجهت من حلب للقدس أرسل كتابا للفقير مطلعه:
ذاب من حرَّ فؤادي جسدي ... وغدا فوأدي بياضاً مفعما
وبعد ما زار الأنبياء العظام والأولياء الاماجد، أقام لدينا نفسه مسلماً مصاحباً منادماً متيما ووالهاً في حبه هيما، وفي أثناء إقامته، ورد أول كتاب من الأخ مصطفى اللقيمي مطلعه:
وأمنيت للمسجد الأقصى وللحرم ... بعد انقضاء أداء النسك بالحرم
وقد ذكر فيه أنه أحرم، ثم دخل من باب السلام، وطاف بالكعبة سبعا، وأسرع إلى عرفات، وبات بمزدلفة، وأصبح في المنى، ثم رمى بالجمرة، ثم قدم مكة وطاف طواف الإفاضة، ثم سعى، وحلق، ومضى لمضيء عمرة، وختمها بطواف، وسعى وتوجه تلقاء مدين قرب جدة، وعاد إلى المسجد الأقصى.
(ولما أقام الأخ الشيخ محمد المكتبي مدة أيام، وتلقن بعض أسماء حضر من الشام صديقنا الشيخ عبد الرحمن السمان، ومكث قليل أيام وزار المشاهد، وبعدها هم على الرحيل لوطن المقام وعزم على السير معه الأخ المكتبي فكتبت له إجازة بالإذن كما أرسل إجازة للأخ اللقيمي.
سنة ١١٤٦هـ
ولما هل شهر رجب ١١٤٦هـ ورد علنا الأخ الحاج ابراهيم بن حسن البكاني الحرستاني، وحرستي بلدة سيدي محمد بن الحسن صاحب النعمان (الرياني) ومعه رفيق من أهالي (بيت سوا) يدعى عبد الغني، وبعد أيام دخل الخلوة، ثم تشفع برجوعه بابنتي علما فقبلت شفاعتها فيه، وأجزته لما مدة إقامته انتهت.
وفي أواسط شعبان طلب الأخ الشيخ عمر العنبوسي عمل معراج نبوي مختصر مسميا له (اليم الفدا المواج في ذكر أحاديث الإسراء والمعراج) وشرعت في تسويد شرح على