وهكذا اضطر موسى أن يذهب بهم إلى فلسطين عن طريق الجنوب الشرقي ليتحاشى بأس الفلسطينيين سكان الساحل. وصعد موسى إلى جبل تبو قبالة أريحا فأراه الرب أرض فلسطين وقال له:
(هذه هي الأرض التي اقسم لإبراهيم واسحق ويعقوب قائلا لنسلك أعطيها، قد أريتك إياها بعينيك ولكنك إلى هناك لا تعبر)
٢ - وعد الله
ومات موسى، فتسلم يشوع بن نون القيادة من بعده. ونفذ (يهوه) وعده على يد يشوع. وفيما يلي نص هذا الوعد:
عبدي يشوع
قم الآن واعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها لهم أي لبني إسرائيل. كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته كما كلمت موسى، من البرية ولبنان هذا إلى النهر الكبير نهر الفرات. تشدد وتشجع لأنك أنت تقيم لهذا الشعب الأرض التي لآبائهم أن أعطيهم
في الشهر الأول من السنة ٢٥٥٤ للخليقة (. . .)
فكان هذا أول وعد أعطى لليهود بالعودة إلى فلسطين.
وكانت أوامر يشوع لجيشه، عندما فتح أريحا، شديدة قاسية، فقد حرموا كل ما في المدينة من رجل وامراة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف. واحرقوا المدينة بالنار مع كل ما فيها
وهذه القسوة الوحشية في الفتح جعلت الكنعانيين وغيرهم من السكان يحقدون على اليهود الغاصبين، ويتربصون الفرص للإيقاع بهم. ومن حسن حظ اليهود، لا بل من سوء حظ فلسطين، أن كان الكنعانيون في أواخر مجدهم وسلطانهم، فمكن ذلك اليهود من الاستقرار إلى حين في فلسطين.
على أن استقرار اليهود في فلسطين لم يزد على ٦٤٥ سنة، كانوا خلالها عرضة لغزوات أهل البلاد، الكنعانيين في الداخل والفلسطينيين في الساحل. ثم دب الخلاف بينهم فانقسموا إلى فئتين: مملكة إسرائيل وقصبتها السامرة (نابلس)، ومملكة يهوذا وقصبتها أورشليم