(القدس) ولم تتعد حدودها هاتين المملكتين المنطقة الجبلية في فلسطين كلها. . .
ولم يفعل اليهود المستقيم عيني الرب، فتركوا عبادته وعبدوا تماثيل مسبوكة للبعليم وذبحوا لها. حتى أن جميع رؤساء الكهنة والشعب أكثروا الخيانة حسب كل رجاسات الأمم، ونجسوا بيت الرب لذي قدسه في أورشليم، وكانوا يهزئون برسل الله، ورذلوا كلامه، وتهاونوا بأنبيائه، وأساءوا إلى الله الذي أحسن إليهم الإحسان كله!. . . وهو الذي أخرجهم من أرض مصر من بيت العبودية، وأنزل المن والسلوى، وجعلهم أمة من الأمم.
وكانت أعمال اليهود المنكرة مثاراً لغضب الله. فأظهر شمنآصر ملك أشور على مملكة إسرائيل سنة ٧٢١ ق. م فأبادها وسبى شعبها إلى مملكته. كما أظهر نبوخذ نصر ملك بابل (بعد ذلك) على مملكة يهوذا سنة ٥٨٨ ق. م فأبادها وقتل مختاري اليهود بالسيف في بيت مقدسهم، ولم يشفق على فتى أو عذراء، أو شيخ أو أشيب. وأحرق بيت الله وهدم سور أورشليم، وأحرق جميع قصورها بالنار، وأهلك جميع آنيتها الثمينة، وسبى الذين بقوا من السيف إلى بابل، فكانوا له ولبنيه عبيداً. . .
وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله، ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله، ويقتلون النبيين بغير الحق، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون.
وهكذا كانت إرادة الله باليهود الذين اختارهم (كما تقول التوراة) من دون شعوب الأرض ليكونوا شعباً له مختاراً، وبإرادته هذه انتهى الفصل أقاول من رواية الوطن القومي اليهودي في فلسطين!
٢ - وعد قورش
دام السبي البابلي مدة ٧٠ سنة. ثم ورث قورش ملك الفرس إمبراطورية الكلدانيين، فاخذ اليهود ينوحون ويبكون، يرجون ويستعطفون، ويطلبون العودة إلى فلسطين!.
ولسياسة موضوعة. . . سار قورش المجوسي من المؤمنين بإله إسرائيل!. . . فأطلق نداء في كل مملكته، في السنة الأولى لملكه، فقال:
(إن الرب اله السماء قد أعطاني ممالك الأرض، وهو أوصاني أن أبني له بيتا في أورشليم التي في يهوذا. من منكم من جميع شعبه الرب معه وليصعد
ومات قورش فخلفه أرتحشستا، وهذا ثبت وعد قورش كتابة بالتصريح الآتي وهذا نصه: