هرميون تسقسق بها في هواء المكان الذي كان يجمعنا وبوليكسينز. . .!)
وعلى هذا النحو راح الملك يجتر شكوكه ويوسع آفاقها ويلقي في نارها وقود الظن حتى أنضجت فؤاده، وحتى غدا بسببها وحشاً مغيظاً محنقاً، ينظر إلى هرميون الجميلة المفتان الحصان الطهور، نظرته إلى المرأة الفاسقة المسافحة الهلوك وينظر إلى صديقه العف الحبيب، كما ينظر إلى عدوه الفاجر اللدود
وأرسل الملك إلى أحد رجالات بلاطه - السيد كاميللو - فبث إليه خبيئة صدره، وأمره أن يدس السم لملك بوهيميا في طعامه
وشاءت العناية ألا يمتثل كاميللو أمر مولاه، وشاءت كذلك أن يلقي كاميللو بالسر كله إلى ملك بوهيميا، وأن يحذره مغبة البقاء في ضيافة ليونتس؛ فيدبران الأمر معاً، ويفران في جنح الظلام إلى بوهيميا
ويثور ثائر الملك لهذا الفرار، ويكبر في روعه فيكون برهاناً جديداً لما دار في خلده من شكوك وريب، فيذهب من فوره إلى مخدع الملكة، حيث جلست تصغي إلى قصة ظريفة يلقيها عليها ابنها مارميللوس. . . الطفل اليافع الجميل. . .
وكان الملك مقطب الجبين عابس الوجه، يضطرب في قلبه بركان من الغضب، وتتدفق في أعصابه سيول من الححم، فتقدم كالوحش المجروح فأنتزع مارميللوس، وأسلمه لمن يُعنى به. . . ثم أمر فسيقت الملكة إلى غيابة السجن
وأرسل الملك سيدين من رجاله - كليومين وديون - إلى دلفوس ليستوحيا له كهنة أبوللو في أمر زوجته، وفي حقيقة ما اتهمها به. . . هل صحيح أنها خانته مع صديقه، أم هي براء من هذه الجريمة الشنعاء؟
في تلك اللجة من الدموع، وفي هذا الليل الزاخر من الأحزان، وضعت هرميون في سجنها السحيق أنثى. . . كانت سلوى باكية لأمها المشجونة؟
وهكذا ضم السجن ضحية أخرى. . . مولودة شقية لا ذنب لها ولا جريرة ولا إثم. . . أرسلتها المقادير إلى هذه الدنيا المعوجة القاسية لتكون حياتها مأساة!
وكان للملكة صديقة من نساء سادة البلاط تحبها وتخلص لها الود، تدعى ليدي بولينا، زوجة انتيجونوس الصقلي