مقدرتهم على حكم أنفسهم. وكانوا على الدوام أصدقاء مخلصين مسالمين. عرف عن بلادهم أنها ترحب دائماً بالمظلومين والمضطهدين الذين يأوون إليها من البلاد الأخرى.
فالتشكوسلافيون ليسوا حديثين في أواسط أوربا، ولهم حضارة قديمة لا تنكر وأثر خاص في الثقافة الأوربية على وجه العموم؛ وقد برهنوا في حياتهم القديمة وحياتهم الحديثة على مقدرتهم على السير إلى الأمام، والتغلب على القوى المنافسة. وساروا خطوة خطوة مع تقدم الحالة الثقافية والسياسية في أنحاء العالم. وجعلوا مبادئ مزاريك الإنسانية أساساً لمعاملاتهم فيما بينهم وما بينهم وبين العالم، وهي مبادئ تقوم على حب الخير والشرف والتواضع.
الرجل الذي يهابه هتلر
(عن (ورلد مجازين))
من هو الشخص الذي يسند بيده الحديدية عرش هتلر ويحمل وزر تلك الأعمال القذرة، من هو الشخص الذي يدير دفة الحركة النازية في الحياة العملية؟ الجواب: هو هنريك هملر رئيس قوة (الجستابو) الرهيب (البوليس السري) و (الجستابو) ذلك الجيش المدني المتسلط على الأهلين في ألمانيا بجواسيسه ورجاله السفاحين، قد جعل من رئسه (هنريك هملر) أكبر الطغاة الظالمين في العصر الحديث. وقد تبوأ هملر مركزه من العصابة الهتلرية حين استولى هتلر على الحكم في ألمانيا سنة ١٩٣٣ وكان إذ ذاك في الثالثة والثلاثين من عمره، ومنذ ذلك الوقت وهو منساق في تيار الظلم والإرهاب بغير هوادة أو تردد.
فقام بعملية التطهير في الحزب النازي، وقضى على الرئيس الأعلى للجيش، وسلط النار والحديد على اليهود. فإذا نظرنا إلى أعماله وأنعمنا النظر قليلاً في تاريخه الحافل بالمخازي لم نشك مطلقاً في أنه يضرب بسهمين على الدوام، فقد كان والده مدرساً بمدرسة كاثوليكية في ميونخ وتربى تربية كاثوليكية واليوم هو يحارب الكنيسة الكاثوليكية بغير رحمة، ويضطهد رجالها بغير وازع أو رادع، إلى درجة لا يجاريه فيها رجل في أوربا غير ستالين.
وقد تطوع في الحرب العظمى سنة ١٩١٧، ولكنه عمل على أن يكون دائماً بعيداً عن