خطوط الدفاع. والتحق بجماعة هتلر - التي كان نصيبها السقوط - عام ١٩٢٣، ولكن سرعان ما ابتعد عن ناحية المخاطر، فلم يدع للمحاكمة، وكان أول عمل كبير التحق به هو اشتغاله سكرتيراً خاصاً (لجرجورسترسر)، وقد أثنى هذا على مواهبه، وتوسط إلى هتلر في تعيينه رئيساً لفرقة من القمصان السود، فلما كانت سنة ١٩٣٤ صوب فريق هذه القمصان رصاص بنادقهم إلى صدر سترسر بأمر هملر في (حمام الدماء) المعروف. . . وقد كان (روهم) صديقاً حميماً له في فرق العاصفة، ولكن هملر كان الرجل الذي نفذ إطلاق الرصاص على روهم تحت إشرافه في (ليلة الدماء).
وقد عينه هتلر لتأليف فرقة قوية، تقوم تحت إشرافه لحمايته شخصياً فلم ينته ذلك العام حتى كان لديه ١٠٠ , ٠٠٠ رجل لهذا الغرض. وقد أسس هملر فريق (الجستابو) بعد ذلك ونظم له المعسكرات وأعده بالمعدات. وأوجد للريخ منه ١٣٨ , ٤٧٠ رجل عام ١٩٣٣، وبلغ عدد الرجال الذين هم تحت إمرته اليوم ٤٣٧٠٠٠ رجل لكل ١٣٥ نفساً من سكان ألمانيا. وللجستابو قوة قاهرة في حياة ألمانيا اليوم، فلا يخلو من رجالهم ناد ولا يخلو منهم مصنع. وينبث بوليس (الجستابو) في المصالح والوزارات بما فيها وزارة الحربية ووزارة الخارجية، وتصدر عنه التقارير إلى هملر كل يوم. مثل هذا الرجل لا غنى عنه للدكتاتور ما دام قائماً بواجباته، ولكن هملر معروف بأنه يضرب بسهمين على الدوام، فإذا انقلب على زعيمه أصبح الأخير في مركز لا يحسد عليه. وهذا ما لا يجهله هتلر الآن.