أما (القناة) فقد تستعمل بمعنى القنال وإن كانت هذه أصح منها. وهي بمعنى الغصن أو الرمح. قال المتنبي وما أصدق ما قال:
وإذا أنبت الزمان قناة ... ركب المرء في القناة سنانا
٤ - الغث والسمين:
هذان اللفظان توأمان إذا قيل الأول تبعه الثاني في أغلب الأحيان كأنه له الظل. والغث لغة الرديء والمهزول وضده السمين من السمن وهو الاكتزاز الحما والتطبيق شحما. . ويخطئ المخطئون فيقولون (الغث والثمين) بالثاء في الثانية، وهذا قد يصح استعماله على وجه ويجوز، ولكن الاستعمال الأول (السمين) بالسين أصح وأصوب لرجحان الضدية والتوأمية فيه وهو المستعمل من قديم.
قال تعالى في كتابه العزيز (فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين) وهو ضد الغث وهو المهزول الضاري.
وقال الشاعر العربي:
فإما أن تكون أخي بحق ... فأعرف منك غثي من سميني
أي الردى من الحسن. .
٥ - نقد ونقد:
يخطئ الكبير والصغير في استعمال هذين اللفظيين ويخلطون بينهما الخلط الذريع وتشاركهم المطبعة العربية - تصحيفا - في هذا الخلط. فالفعل بالمهملة بمعنى انتهى وفني. قال تعالى (قل لو كان البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا). وقال الشاعر:
أرى العيش كنزاً ناقصا كل ليلة ... وما تنقص الأيام والدهر ينفد
ومنه قولهم (فلان خصم منافذ) وهو الذي يستفرغ جهده في الخصومة واللدد. وفي الحديث (إن نافذتهم نافذوك).
أما الفعل بالمجمة فبمعنى شق (لج من هنا ليخرج من هناك كقولهم) (نفد السهم من