مؤلفات الأدباء على نفقتها، وزود مقر الشركة بمكتبة قيمة لتسهل على الأدباء والمؤلفين مراجعة ما هم في حاجة إلى مراجعته من الكتب وقتما يشاؤون
وحيال كل هذه المغريات نشطت عزائم الأدباء. فألقوا المحاضرات، وكتبوا المقالات، وألفوا الكتب، وشغف الناس بالقراءة، ولذاتهم البحوث الأدبية مما دعا إلى مضاعفة الإنتاج الأدبي وإتقانه. ومن ثم ألفت كتب جمة فاز بعضها بالنشر مثل كتاب (وحي الصحراء) لمؤلفيه الأستاذ المرحوم عبد المقصود والأستاذ عبد الله بلخير، وكتاب (محاضرات الإسعاف). وكتاب (المعرض) للأستاذ الكبير الشيخ محمد سرور الصبان، وكتاب (أدب الحجاز) له أيضاً، وكتاب (خواطر مصرحة) للأستاذ محمد حسن عواد، و (كتابي) للأستاذ أحمد عطار، وكتاب (محمد بن عبد الوهاب) للعطار أيضاً، وكتاب (الأدب الفني) للأستاذ حسن كتبي، وكتب الأستاذ عبد القدوس الأنصاري وهي: التوأمان، إصلاحات في اللغة، آثار المدينة المنورة؛ وكتب أخرى لم تحضرني أسماؤها الآن، كما طبع بجانب هذه الكتب الأدبية كتب أخرى مدرسية وأخذت حركة الإنتاج الأدبي تنمو وتزدهر. ونبغ لدينا كتاب وأدباء وشعراء سنأتي على نماذج من إنتاجهم ليتبين لقراء الرسالة الكرام إلى أي حد من النضج بلغ الشعر والنثر عندنا
أما المؤلفات الأخرى والتي تكاد تكون قيمتها الأدبية أكبر من قيمة المؤلفات التي طبعت، فإنها بقيت محفوظة في مكاتب مؤلفيها، لأن الحرب - خربها الله - قامت في هذه الأثناء وحلت ببلادنا أزمة الورق كما حلت في البلاد الأخرى، فتوقفت حيال ذلك الحركة الأدبية عن السير في طريق الذيوع والانتشار، ولكن الأدباء لم يقفوا عن الإنتاج، لأن الفورة الأدبية جياشة في صدورهم بقوة، فهم ما زالوا ينظمون وينثرون ويؤلفون، وهم محتفظون بذلك كله إلى أن يأتي يوم السلم المنظور وتنحل أزمة الورق، فإذا جاء ذلك اليوم وقد جاء، فسوف يرى الناس أدباً حجازياً له سمته وله خصائصه، وسيكون لبلادنا ذات التاريخ المجيد مشاركة أدبية فعالة في بناء صرح الحضارة الإنسانية، وستقوم بواجبها وتؤدي رسالتها بما يتناسب ومكانتها الدينية والأدبية في تاريخها الماضي المجيد
والآن، سأذكر النماذج الأدبية التي تكلمت عنها آنفاً، وسأبدأ بنماذج شعرية ليرى القارئ الكريم الشعر الحجازي في ثوبه الجديد، وللقارئ أن يحكم له أو عليه بما يستحقه، على ألا