للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المبهجة، التي ينتظر أن يحققها العلم عن طريق الذرة، إذا استمر في سيره قدماً، ولم يحل بينه وبين ذلك عارض مفاجئ. والأستاذ شعث - فيما عدا ذلك - كثير من الأبحاث القيمة التي كثيراً ما حاضر أو أذاع بها في الأندية الثقافية في البلاد، ومن دار الإذاعة الفلسطينية. . .

الأدباء والصحفيون:

وحين أتحدث عن (الأدباء الصحفيين)، لا بد لي من أن أعود بالقارئ إلى عام ١٩١١، لأقفه حيال شابين أخوين في مدينة يافا، قد نهلا من الثقافة ما كشف لهما طريق الجهاد في سبيل وطنهما المغلوب على أمره، فإذا هما يستهدفان خدمته عن طريق الصحافة، وينشئان من أجل ذلك جريدتهما (فلسطين) ويكون أحدهما وهو الأستاذ عيسى العيسى (رئيسا للتحرير)، والآخر وهو الأستاذ يوسف العيسى (المدير المسؤول)، وتمضي جريدتهما في طريق محفوف بأشواك العنت التركي، وإرهاق الحكم والاستبداد.

فقد أوقفت الحكومة التركية الجريدة بتهمة (التحريض العنصري)، وذلك حين نبهت للخطر الصهيوني في تلك الأيام. ولكن المحكمة برأت ساحتها حين أثبتت أن مقاومة الحركة الصهيونية ليس معناه مقاومة اليهود.

وقد توقفت هذه الصحيفة (النصف أسبوعية) حين قامت الحرب الأولى، فتفرق الأخوان، إذ نزح أحدهما - وهو الأستاذ يوسف العيسى - إلى دمشق، وهناك اتصل بجلالة المغفور له (الملك فيصل) فيما بعد، وأخلص له الخدمة، ثم أسس جريدة يومية، تناصر الملكية وتعمل من أجلها، وهذه الجريدة هي (ألف باء) الغراء، التي ما تزال تصدر في دمشق إلى اليوم، وهي من أكثر الصحف انتشاراً هناك. وأما جريدة (فلسطين) فقد استأنفت صدورها في يافا بعد الحرب الأولى، واستمرت نصف أسبوعية حتى عام ١٩٢٩، فصدرت يومية، وما تزال كذلك. وهي اليوم من أمهات الصحف عندنا، وصاحبها الأستاذ عيسى العيسى - الذي هو شيخ الصحفيين بلا منازع - يعتبر من الأدباء المعدودين في المكان الرفيع.

وأما الأستاذ يوسف العيسى، فأنه عرف في سوريا كما عرف في فلسطين، وقد التمع في البلدين معا. وكان - وما يزال - منذ أن أصدر جريدته يتولى كتابة افتتاحيتها بنفسه، ثم يكتب بالإضافة إلى ذلك فصلا انتقادياً، يعالج فيه كثيراً من المشاكل الاجتماعية، ويجعله

<<  <  ج:
ص:  >  >>