بوجه نحو أعداء معينين، وسرور عام مبهم لمصائب الناس، وعادة يوشي كل ذلك بكلمات مغسولة، وإن ما يقرب من نصف الأخلاق المألوفة، لهو عبارة عن عباءة ورداء لها، ولكن يجب أن يواجه الأمر بصراحة، إذا أراد الأخلاقيين أن يبلغوا هدفهم في إصلاح الأعمال وقد بدا ذلك بآلاف الطرق، صغيرة وكبيرة: في الغبطة التي يكرر الناس بها الفضيحة، ويعتقدون في صحتها؛ وفي معاملة المجرمين القاسية رغما عن البراهين الجلية في أن المعاملة الحسنة أثرها أكبر في إصلاحهم؛ وفي هذه الوحشية العجيبة، التي يعامل بها جميع الأجناس البيض الزنوج؛ وفي الانشراح الذي تبديه السيدات العجائز والقسيس نحو الخدمة الحربية على الشباب أثناء الحرب؛ وحتى الأطفال قد يكونون موضوعات للقسوة الرعناء، فدافيد كوبر فليد، وألفرتوست ليست كلهم خيالية وهذا الحقد الفعال أسوأ سمة في طبيعة الإنسان؛ ومن الضروري تغييره إذا كان العالم أن يسعد. ومن المحتمل أن هذا السبب ووحده له دخل كبير في الحرب أكثر من الأسباب الاقتصادية والسياسية مجتمعة.
فكيف نعمل للقضاء على مشكلة الحقد؟
أولاً دعنا نحاول أن نفهم عللها، وها هي ذي كما أحسبها؛ بعضها اجتماعي وبعضها فسيولوجي. فالعالم الآن وكما كان في أي زمن سالف، مؤسس على النزاع بين الموت والحياة، وكان السؤال في النشرة أثناء الحرب هو: هل ألمانيا أو أطفال الحلفاء يجب أن يموتوا من الحاجة والمسبغة.؟ (وبصرف النظر عن الحقد عند كلا الطرفين فلم يكن هناك من الأسباب ما يمنع أن يعيش كلاهما؟) ومعظم الناس يتمثلون في أغوار عقولهم خوفاً ملازماً من الدمار. وهذا على الأخص صحيح عند ذوي الأطفال. أما الأغنياء فيخشون أن يصادر البلاشفة أموالهم. والفقراء كذلك يخشون فقد وظائفهم أو صحتهم، وكل منهم منهمك في مطاردة (السلام) الجنونية، ويتخيلون أمهم يبلغون إلى ذلك بإبقاء أعدائهم الأشداء خاضعين، وفي لحظات الذعر العام تنتشر القسوة على نطاق واسع وجد فظيع، والرجعيون في كل مكان يلجئون إلى الخوف، ففي إنجلترا الخوف من البلشفية، وفي فرنسا الخوف من ألمانيا، وفي ألمانيا الخوف من فرنسا. والنتيجة الوحيدة لما يلجئون إليه هو زيادة الخطر ضد ما يرغبون النجاة منه.
ومن ثم يجب أن يكون أول ما يهم الأخلاقي ذي النزعة العلمية، أن يقاتل الخوف