بطريقتين: بزيادة الأمن ويغرس الشجاعة. وأنا أتحدث عن الخوف كانفعال غير معقول للمصائب المحتملة الوقوع، فحينما تشتعل النار في مسرح يدرك الرجل العاقل الكارثة تماماً كالرجل الذي مسه الذعر، ولكنه يتخذ طرقاً من المحتمل أن تخفف من الكارثة، بينما الرجل الذي مسه الذعر يزيدها أوارا. وأوربا منذ سنة ١٩١٤ كالمشاهد الذي مسه الذعر في المسرح المشتعل، وما يحتاج إليه هو الهدوء وإرشادات السلطات ن كيفية الهرب دون أن يسحق بعضهم بعضا أثناء هذه العملية. والعصر الفكتوري رغما عن سيئاته كان فترة تقدم سريع، لأن الناس كان يغلب عليهم الأمل أكثر من الخوف ولو أردنا التقدم ثانية يجب أن يسودنا الأمل.
وكل شيء يزيد في الأمن العام، ومن المحتمل أن يقلل من القسوة. وينطبق هذا على منع الحرب سواء عن طريق عصبة الأمم، أو يمنع الفاقة، والعمل لبلوغ صحة أحسن بالنهوض بالطب والصحة الوقائية. أو بطرق أخرى تخفف من وطأة المخاوف التي تتوارى في أغوار عقول الناس وتلوح كالكوابيس حين ينامون. ولكن لن يتم شيء بمحاولة جعل جزء من الجنس البشري يسعد على حساب جزء آخر. الفرنسيون على حساب الألمان، والرأسماليون على حساب العمال، والبيض على حساب الصفو، وهكذا دواليك، فأن مثل هذه الطرق تزيد الرعب بين الجمهور الساد مخافة أن يقود الاستياء المظلومين إلى الثورة. والعدالة هت التي تنشر (الأمن) وأعني بالعدالة، معرفة الحقوق المتساوية لكل الكائنات البشرية.
وهناك علاوة على التغييرات الاجتماعية المقصود بها أن تأتي بالأمن، وسائل أخرى فعالة لإنقاص الخوف، أعني بذلك نظاما مقتنعا يقصد به زيادة الشجاعة. ولأهمية الشجاعة في المعارك قد أكتشف الأولون وسائل لزيادتها بالتربية والطعام - فكان من المعتقد مثلا أن أكل لحوم البشر مفيد. ولكن الشجاعة الحربية كانت تعتبر امتيازاً للطبقة الحاكمة، فكان الإسربطيون يجب عليهم أن ينالوا حظا من الشجاعة أوفر من الرقيق، والضباط البريطانيون أكثر من العسكر الهنود، والرجال أكثر من النساء، وهكذا دواليك. وكان من المفروض منذ قرون أن يكون ذلك امتيازاً للأرستقراطية، وكل زيادة في الشجاعة لدى الطبقة الحاكمة كانت تستعمل في زيادة الأوقار على المظلومين، ومن ثم تزداد بواعث