الخوف عند المستبدين، ولذلك يتركون أسباب الخوف ولا يقللونها. والشجاعة يجب أن تمقرط قبل أن تجعل الناس إنسانيين.
وقد تمقرطت الشجاعة إلى مدى بعيد بالحوادث الراهنة، فإن النسوة المطالبات بحقوق الانتخاب أبدين أن لديهن من الشجاعة ما عند أشجع الرجال، وهذا البرهان الواضح كان ضروريا لكسبهن حق التصويت. ويحتاج الجندي العادي في الحرب إلى مثل شجاعة الكابتن أو الضابط وأكثر من الجنرال والبلاشفة الذين يدعون أنفسهم أبطال (البروليتاريا) لا تنقصهم الشجاعة مهما قبل عنهم، وقد ثبت هذا باستشهادهم في حقبة ما قبل الثورة وفي اليابان حيث كان سابقاً محتكرين الأعمال الحربية دعا التجنيد الإجباري إلى الحاجة إلى الشجاعة بين الذكور من السكان وهكذا من بين كل (القوى العظمى) قد بذل الكثير في نصف القرن السالف لجعل الشجاعة أقل من ذلك وقفا على الأرستقراطيين: ولو لم تكن هذه الحالة، فإن الخطر على الديمقراطية أعظم مما هو كائن.
ولكن الشجاعة في الحرب ليست الصورة الوحيدة، بل لعلها ليست أهم الصور، فهناك الشجاعة في مواجهة الفقر، والشجاعة في مواجهة الاستهزاء، والشجاعة في مواجهة عشيرة المرء له، وفي كل ذلك غالباً ما يكون أشجع الجنود عاجزاً إلى حد محزن وهناك فوق كل ذلك شجاعة التفكير بهدوء وعقل في مواجهة الخطر، وفي كبح جماح نزوات الخوف العنيف والغضب الشديد وهذه بالتأكيد أشياء تساعد التربية على نيلها وتعليم كل صور الشجاعة يتم بسهولة بالصحة الجيدة والبنية القوية والغذاء الكافي وإخلاء الطريق للدوافع الحيوية الأساسية، وربما اكتشفت المصادر الفسيولوجية للشجاعة بمقارنة دم قطة بدم أرنب. وليس هناك من حد قد يستطيع العلم أن يفعله في زيادة الشجاعة فمثلا التدريب على الخطر، والعيشة، والبيئة الرياضية، والطعام الملائم: كل هذه أشياء يتمتع بها أبناء الطبقة الدنيا عندا إلى مدى بعيد، ولكن ما زالت إلى الآن من امتياز الأغنياء. والشجاعة التي تشجع كثيرا بين الطبقات الفقيرة من المجتمع، هي شجاعة تحت الأوامر، وليست من النوع الذي يشمل الابتكار والقيادة، وحينما تصبح الصفات التي تؤهل لقيادة عامة، فلن يكن يكون هناك قادة ومقودون، وستتحقق الديمقراطية أخيرا.
ولكن ليس الخوف هو المصدر الوحيد للحقد. فالحسد واليأس لهما دخل في ذلك؛ فالأمثال