للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مستفيضة بذكر العرج والحدب من مصادر عاهات ومصائب أكثر من مصائبهما تنتج نتائج مشابهة، فالرجل أو المرأة الذي عجز جنسيا يصلح لأن يفعم بالحسد، ويظهر هذا بصورة اللعن على من هم أكثر حظاً منها. وأكثر القوى الدافعة إلى الحركات الثورية ترجع إلى حسد الفقراء للأغنياء والغيرة بالطبع شكل خاص من الحسد، (حسد الحب) وغالبا ما يحسد الشيوخ الشباب، وهو حين يفعلون ذلك يميلون إلى معاملتهم بقسوة.

وليس هناك من طريق للتغلب على الحسد كما أعلم، إلا بأن نجعل حياة الحاسدين أسعد وأحفل، وأن نشجع في الشباب فكرة المشروعات الجماعية أكثر من المنافسة وأسوأ أشكال الحسد ما عند الذين لم تكن حياتهم كاملة في سبيل الزواج أو افال أو العمل. ومثل هذه المصائب يستطاع تفاديها في أغلب الحالات بإنشاء منشآت اجتماعية أحسن من القائمة ومع ذلك فأن من المحتمل أن يمكث شيء من بقايا الجسد، ويروي لنا التاريخ أمثلة عدة عن قواد كان كل واحد منهم يغار من الآخر، حتى أنهما كانا يفضلان الهزيمة للإزراء بشهرة الآخر، وعن سياسيين من حزب واحد أو فتانين من مدرسة واحدة، كان يغار أحدهما من الآخر. وفي مثل هذه الحالات يبدو أن ليس هناك من شيء يعمل إلا أن نجعل - على قدر الإمكان - كل منافس غير قادر على ضر الآخر، وأن نعمله أنه يستطيع أن ينتصر بكفاءته الفائقة فقط. وغيره الفنان من منافسه قليلة الضرر، لأن السبيل الوحيد الفعال، لإرضاء رغبته هو أن يرسم صوراً أحسن من صور منافسة، لأنه ليس من المصرح له أن يحطم صور منافسه. وحيثما يكون الحسد أمرا لا يتفادى، يجب أن يتخذ كمحرض لمجهودات المرء الخاصة، لا لتعطيل مجهودات المنافسين.

وقد رأت العلم في سبيل زيادة السعادة ليست مقصورة على إنقاص هذه الجوانب من الطبيعة البشرية التي تدأب على تحقيق الهزيمة المتبادلة، والتي نسميها لذل، الشر، ومن المحتمل أن لا يكون هناك حدود لما يستطيع العلم أن يعمله ي سبيل زيادة الخير الإيجابي، فقد تحسنت الصحة كثيراً بالرغم من عويل هؤلاء الذين يقدسون الماضي، نعمر أكثر، ولدينا أمراض أقل من أي طبقة أو أمة في القرن الثامن عشر، وسنكون قريباً أصح ما نحن عليه الآن باستخدام المعرفة التي حصلنا عليها، ومن المحتمل أن تجعل اكتشافات المستقبل هذه العملية على أوسع نطاق.

<<  <  ج:
ص:  >  >>