أما أسماء التلال ورؤوس الخلجان فلها تاريخ اثري قديم، ولا يزال العربان يعثرون على آثار ذات قيمة وخاصة من العصر الروماني. ونذكر من أسماء هذه التلال بعضها وهي: رأس الكنائس (وكانت تعرف برأس حرموم)؛ ومرسى مطروح وكانت تعرف براننيوم؛ وميناء النجيلة وكانت تعرف بجازيس، وميناء جرجوب وكانت تعرف بأيبس، والسلوم وكانت تعرف ببرانومس، ورأس الملح في طرابلس وكانت تعرف بأردينس، وميناء البردي وكانت تعرف ببترامجنا.
هطول الأمطار
تعد مسألة هطول الأمطار في هذا الإقليم من المسائل العجيبة حقاً، فبينا يهطل المطر بغزارة في مكان ما، إذ تراه ينحبس عن مكان آخر قريب من الأول جداً؛ غير أنه يهطل بحالة دائمة في مناطق معلومة مبعثرة عن الشاطئ يعرفها العرب انفسهم؛ ويستمر من ثلاثة أشهر إلى أربعة في السنة؛ تبدأ من أكتوبر أو نوفمبر وتنتهي في شهر إبريل؛ وفي بعض الأحيان يهطل المطر مرة واحدة وذلك في شهر مايو، ويسميه العرب (مطر البطيخ).
وبعد نزول الأمطار في الواحات كواحة سيوه مثلاً من الأمور النادرة؛ وإذا استمر سقوطها قليلاً سبب هدم منازل الواحة المصنوعة من (الجالوص) وقد حدث ذلك في سنة ١٩١٩ م؛ وكذلك في شهر إبريل سنة ١٩٣٧ م؛ واستمر هطول الأمطار يومين كاملين؛ فأوقع ضرراً بالمنازل وهدمها، وبقى السكان هناك مدة بلا مأوى.
موارد المياه على الساحل
تنتشر في المنطقة الساحلية خزانات المياه الرومانية، وهي محفورة في الصخر بنظام هندسي عجيب يمنع تسرب المياه منها، وتبقى فيها لمدة سنين، وكان الرومان يستعملونها قديماً ولا يزال العربان يستعملونها إلى الآن؛ وبعض هذه الخزانات كبير الحجم يتسع في بعض الأحيان لآلاف من الأطنان تكفي لأعوام طويلة كالخزانات الموجودة في العامرية ومطروح وسلوم؛ وتهتم الحكومة بتنظيف هذه الخزانات وإصلاحها وطلائها بالأسمنت؛ وتوجد المياه كذلك في بعض آبار (جمامات) على الشاطئ ويسميها الغرب (بالثواني) وهي