ونشر أندريه بريتون في هذه المدة عدة بيانات متتابعة عن الحركة وما تجدد فيها وما اكتسبت من آراء وفكر؛ وكان آخر هذه التطورات مقالته الرائعة في العدد الأخير من مجلته: مينوتور والتي لا بد للأستاذ من الاطلاع عليها وعلى ما سبقها من مقالات، إذ بحثت بجلاء الاتجاهات الأخيرة في التصوير السيرياليستي، كذلك ما كتبه أقطاب الحركة من النقاد والشعراء والكتاب الفرنسيين والإنجليز
والسيرياليزم ليست (حركة فرنسية محضة) كما يقول الأستاذ بل هي حركة أول مميزاتها أنها عالمية في التفكير والأداء، وليس لها من الطابع المحلي أدنى نصيب قل أو أكثر. وإنه لمن المدهش العجيب حقاً أن يسمح الأستاذ لنفسه أن يقع في مثل ما كتب من الخطأ الفاحش، وإني لأنصحه في هذا الموضع بقراءة ما كتبه الناقد الإنجليزي الكبير هربرت ريد في كتابه عن الحركة السيرياليستية وما أورده بشأن العالمية وهذه الحركة الحرة وبعدها كل البعد أن تتهم بأنها فرنسية محضة كما قال الأستاذ. بل إني أخبره أنه ليس بين قادة التصوير فرنسي واحد، فالمصور جورجيو دي كريكو إيطالي يوناني، وسلفادور دالي أسباني وكذلك بيكاسو نفسه، وبول كلي وماكس أرنست من ألمانيا، وبن روز إنجليزي، وكذلك هنري مور وأما بول دلفو فهو بلجيكي، وشجال روسي الجنسية وهكذا. . . هؤلاء يا سيدي الفاضل هم قادة الحركة. ومن السخرية أنه لا يوجد بينهم فرنسي واحد!! وليس للفن بلد يا صديقي. فلقد أخطأت عندما قلت فيما قلته:(وأظن أن الحركات الفنية لا تنتقل بمثل هذه السهولة من قطر إلى آخر. . . دعك من حديث الشخصية والإلهام. . .)
وعلى ذلك فهناك حركة مماثلة في كل من إنجلترا والمكسيك وبلجيكا والولايات المتحدة وهولاندا الخ. فهل ترى يا سيدي أنه من العيب أن تقوم بعض الصور المصرية مستندة أو متأثرة بمثل هذه المدرسة!. إننا نريد حضارة تسير مع العالم ولا نريد أن نقف حين يسير الجميع. ثم إني أنصحك أيضاً أن تقرأ في هذا الموضوع نفسه افتتاحية عدد يناير ١٩٣٩ من مجلة لتعرف بنفسك في صمت أنك بعيد عن فهم هذه المدرسة
هل رأيت يا سيدي (عروسة المولد الحلاوة) ذات الأيدي الأربع؟ هل رأيت عرائس القراقوز الصغيرة؟ وهل سمعت قصص أم الشعور والشاطر حسن وغيرها من الأدب