عاصر من القواد يوسف بن تاشفين وابنه علي وحفيده تاشفين، ومن الأدباء ابن بسام صاحب (الذخيرة) ومن الفلاسفة ابن باجه وابن رشد
في أزجال ابن قزمان يتقلص ظل التأثير الشرقي في الأدب الأندلسي، فلا أطلال، ولا دمن ولا صحراء ولا جمال نجد لها ذكراً في ديوانه، بل هو نفسه يستنكر احتذاء الأقدمين ويمعن في تعرية أزجاله من الإعراب، موجهاً لومه لأستاذه أخطل ابن غارة لالتزامه له:
(ولما اتسع في طريق الزجل باعي، وانقادت لغريبه طباعي وصارت الأئمة فيه حولي وأتباعي، وحصلت منه على مقدار لم يحصله معي زجال، وقويت فيه قوة نقلتها الرجال عن الرجال. وصفيته عن العقد التي تشينه، ومهلته، حتى لان ملمسه، ورق خشينه، وعربته من الإعراب. . . وجعلته قريباً بعيداً، وبلدياً غريباً. ولقد كنت أرى الناس يلهجون بالمتقدمين ويعظمون أولئك المتقدمين يجعلونهم في السّماك الأعزل ويرون لهم المرتبة العليا والمقدار الأجزل، وهم لا يعرفون الطريق، ويذرون القبلة ويمشون في التغريب والتشريق، يأتون بمعان باردة وأغراض شاردة، وألفاظ شياطينها غمز ماردة، والإعراب وهو أقبح ما يكون في الزجل، وأثقل من إقبال الأجل. ولم أر أسلس طبعاً وأخصب رَبْعاً - ومن حجوا إليه طافوا به سبعاً - أحق برياسة في ذلك والإمارة، من الشيخ أخطل بن غارة. فإنه نهج الطريق، وطرق، فأحسن التطريق. ولو لم يكن له رحمة الله من قوة التخيل وصحة المعارضة إلا. . . كقوله: أنا من أهل البادية، ومعي دارا خالية، ملأ بدم الدالية. . . وليس اللحن في الكلام المعرب القصيد أو الموضح بأقبح من الإعراب في الزجل. ولو عاش ابن غارة، وأحضرنا وإياه سلطان وضمّنا قصر، حتى يسمع الغرائب والأسمار لحار، ولعلم أن لنا قصب السبق ولواء الغلب
سمى ديوانه (إصابة الأغراض في ذكر الأعراض) وفيه يصف أعياد المسلمين