عن مهارة النساء في التستر الخ. وأنني لأفهم مركزك تمام الفهم، فقد كنت في ذلك الوقت مدلها بحبك لمدام دي سيفري وكنت ترى عقد زواجنا الشرعي يحيل بنك وبينها، وكنت ترى أيضاً أنه لا مبرر لما تنفقه علي من المال بسبب هذا العقد، ولهذين السببين كرهتني وعشنا منفصلين. وكنا نستقبل الناس معا ولكن لكل منا مأواه في المنزل. على أنك منذ شهر أو شهرين أخذت تمثل دور الغيرة فما معنى ذلك؟.
قال الزوج:(إنني يا عزيزتي لا أمثل دور الغيرة، ولكني أخشى عليك تعريض نفسك للخطر فأنت صغيرة وأنت مخاطرة. وأنني أخاطبك كصديق وأرى في القول الذي تقولينه كثيراً من المبالغة).
فقالت:(كلا، لا مبالغة في قولي، فأنت قد رخصت لي بأن أفعل مثل فعلك).
قال:(أرجو. . .) فقاطعته قائلة: دعني أتكلم. لقد رخصت لي بذلك ولكني لم أفعل، فليس لي خليل وكلني منتظرة. إنني أبحث ولكني لا أجده. إنني أريد ظريفاً. أريد أظرف منك. إنني بالقول الذي قلته الآن أمدحك مديحاً لم تفطن غليه).
قال الزوج:(يا عزيزتي إن كل ما تقولينه الآن مزاح لا محل له هنا) فقال: (إنني لست أمزح فإنك سمحت لنفسك بأن تكون من ذوي القرون).
قال الكونت متغيظاً مهتاجاً:(كيف أستعملها؟ أنت قد ضحكت ملء شدقيك لما قالت مدام دي سفري عن زوجها أنه من ذوي القرون).
قال:(ولكن اللفظ الذي يقبل من دي سيفري لا يكون مقبولا منك) فقالت: (كلا، لقد سرك هذا الوصف وأضحك عندما قيل عن دي سيفري، وهو الآن يسوءك عندما يقال عنك. وليس يهمني هذا اللفظ بعينه وإنما أريد أن أعرف هل أنت الآن على استعداد؟).
قال:(على استعداد لأي شي؟) فقالت: (ألست على استعداد لتكون ممن يقال فيهم هذا الوصف؟ إن الذي يضحك عندما يوصف أحد أمامه بهذا الوصف لا يعود إلى الضحك عندما يسمع هذه الكلمة بعد أن يصير هو نفسه متصفاً بها).
قال الكونت:(تعالي يا عزيزتي نتكلم بعقل ونبهي المسيو برويل إلى أن ما فعه الليلة غير لائق) فقالت: (إذن فأنت غيران).
قال:(كلا ولكن لا أحب أن أكون في مركز مخز كالذي كنت فيه بالأمس) فقال: (وهل