شعرت بأنك تحبني في وقت من الأوقات؟).
قال: (إن الإنسان قد يحب من هي أقل بكثير منك في الجمال) فقالت: (إذن فهذا شعورك نحوي لكنني لا أشعر نحوك بشيء من الحب).
فوقف الكونت ثم دار حتى صار خلف زوجته وقبل قفاها فالتفتت إليه وأبعدته عنها ونظرت إليه نظرة غضب وقالت: (ليس بيننا شيء من ذلك، إننا منفصلان).
قال: (تعالي يا عزيزتي. لا تغضبي فقد فتنت بل مدة طويلة ولك عينان. . .) فقاطعته قائلة: عينان (تفتنان المسيو دي برويل).
قال: (أنت قاسية جداً وليس في الدنيا أجمل منك) فقالت: (دعني فأنت صائم).
قال: لست أفهم ماذا تعنين. فقالت: أعني أن الصائم يجوع، وأن الجائع يريد أن يأكل من أي شيء سواء وافقه في وقت آخر أو لم يوافقه. وقد أهملتني مدة طويلة ثم تريد أن تتذوقني الآن.
قال: لماذا يا عزيزتي تخاطبني بهذه اللهجة؟.
فقالت: لأني أعلم أنه بعد انقطاع صلتك بمدام سيفري اتخذت على التوالي أربع خليلات من بينهن خياطة وممثلة ولست أعلل مسلكك اليوم إلا بأنك صائم).
قال: (لا بل سأكون صريحا. إنني عدت إلى حبك وأحببتك إلى أقصى حد) فقالت: (لقد أخطأت فقد انتهى كل شيء بيننا. ولست أنكر أنني زوجة، ولكنني زوجة لها الحرية الكاملة في أن تفعل كل شيء. ولقد كنت الليلة مدعوة إلى موعد فإذا شئت فضلتك على صاحب الدعوة بنفس الثمن).
قال الزوج: (لست أفهم) فقالت: (سأفهمك؛ فقل لي ألست جميلة مثل صاحبتيك الخياطة والممثلة؟).
قال (: (أجمل منهما ألف مرة) فقالت: (أخبرني بالحق كم أنفقت عليهما في ثلاثة أشهر؟).
قال: (لست أفهم) فقالت: (بكم اشتريت لها حليا ومجوهرات؟ وكم أنفقت في المطاعم والمسارح؟).
قال: (لست أستطيع أن أجيبك، ولكني أنفقت كثيراً) فقالت: (ألم يكن متوسط ما أنفقته على إحداهما في الشهر خمسة آلاف فرنك؟).