قال: (نعم وهذا تقدير معتدل) فقالت: (إذن فيا صديقي العزيز أنا أقبل بهذا الثمن أن تتخذني خليلة مدة شهر يبتدئ من الليلة).
قال الزوج: (لا بد أن تكوني مجنونة يا مرغريت) فقالت: (إذا كان هذا جوابك فأرجو أن تتركني وتنصرف).
ثم وقفت الكونتيس ومشت نحو غرفة النوم فسكبت في السرير زجاجة من العطر والتفتت فرأت الكونت واقفاً بالباب وهو يقول: (ما أجمل هذه الرائحة!).
قالت: (هذه رائحة السرير العادية ولم يتغير شيء في المنزل) فقال: (أصحيح هذا؟ أنها لرائحة زكية).
قالت: (ربما! ولكن أرجو أن تترك الغرفة لأني أريد أن أنام).
قال: (يا مرغريت!) فأجابته: (أترك الغرفة! ثم لم تعره التفاتاً بل نزعت ثوبها فبدا ذراعان ملفوفان كأنهما مصنوعان من العاج. ودنا منها الكونت فقالت: (أبتعد وإلا أبعدتك).
فزاد دنواً منها، ولكنها أظهرت الغضب، وتناولت زجاجة من زجاجات العطر ورمته بها فأخطأته ولكن العطر انسكب فوق ثيابه فصاح: (هذا سوء أدب) فقالت: دونك الشرط. . . خمسة آلاف فرنك). . .
قال: (أيدفع الزوج لزوجته الشرعية أجراً؟).
فقالت: (إذا كان هذا حماقة فإن أشد الحماقات أن يدفع للخياطات والممثلات وله زوجة شرعية).
ثم جلست الكونتس على المقعد ونزعت جواربها وأخذ ينظر إلى جمال رجليها ويقول: (إنها لفكرة مضحكة تلك التي تبديها).
قالت: (أية فكرة؟) فقال: (دفع خمسة آلاف فرنك).
قالت: (ليس في الدنيا شيء طبيعي أكثر من هذا إن أحدنا غريب عن الآخر كما أردت أنت، وليس في وسعك أن تتزوج مني لأننا متزوجان، وليس لك أن تعطيني أقل مما تعطيه للأخريات).
ثم قامت وقالت: (أرجو أن تخرج وإلا استدعيت الخادم لإخراجك).
فوقف الكونت واجماً مقدار لحظة ثم ألقى إليها بكيس نقود وقال: (خذي هذا ففيه ستة آلاف