الوهن والضعف والاستخذاء في النفوس. أمح من الإذاعة بجرة قلم جميع هذه الأغاني المخنثة المائعة التي يغنيها الرجال والنساء على السواء! يغنيها المغنون - يا أخي - بأصواتهم الغليظة فيجملونها بالتأوه والتعوج وإرسال الزفرات الحارة والتنهدات المتسعرة! أمح هذا العار الذي يحيل هؤلاء الرجال إلى إناث بعيدي الأنوثة ينافسون الإناث فيما اختصهن به الله!
إن عليك يا أخي أن تمحو باب الارتزاق - لمجرد الارتزاق - أمام كل من هب ودب من هؤلاء الذين يسقطون على الإذاعة وكأنها تكية السلطان! هؤلاء الذين يقدمون إلى الإذاعة أي كلام وأي أغاني وأي مسرحيات، ثم يضمنون إذاعتها دون مراجعة ودون اعتراض، معتمدين على ما لهم في الإذاعة من صلات وقرابات!
إن عليك ألا تكل إلى أحد من رجال الإذاعة مالا يفهم! فإن الناس ليعجبون كيف ينهض بالأمر في الإذاعة من لا يحسنه؟ وكيف يسند إليه من الأعمال ما لا يؤهله له علم أو فهم؟ أعط القوس باريها، ولا تعهد بعمل إلى رجل ألا إذا سبقت له به دربة كافية ودراية طويلة، ولا تقم وزنا لهذا الذي جاء به الوزير الفلاني والكبير العلاني. فإن هذه دولة قد دالت ويجب ألا يكون لها وزن في حياتنا الراهنة. . وإن الإذاعة - كما يعرف الناس جميعا موبوءة مشحونة بمن جلبتهم الشفاعات والوساطات لا يحسنون عملا ولا تعدو إليهم ضرورة!
هذه خطوط رئيسية جدا أنت أدرى الناس بها وبأكثر منها، فعليك أن تأخذ الأمر بالحزم والصرامة، وأنت تعلم ما الإذاعة وما خطرها وما أثرها في تتوجيه الدولة في الداخل وحسن سمعتها في الخارج؛ وأنت بعد اليوم مسؤول عن كل كلمة نسمعها في الإذاعة، فإن أحسنت وغيرت أيدناك، وإلا خذلناك وما نرى إلا محسنا إن شاء الله.