على العقل وهما الفيتامين والنيكوتين. وتوجدان بكثرة في الخمائر والكبد والبيض. وأيسر طريق لتعاطي هذين النوعين من الإقبال على حبات الخمائر المجهزة المعروفة في الصيدليات، فإن تعذرت فعليك بإحدى خمائر الأفران الإفرنجية أذبها في قليل من الماء المحلى بالسكر واشربها في الصباح وفي المساء فتحصل على كمية وافرة من الفيتامينات التي يحتاج إليها جسمك وعقلك.
وظواهر نقص الفيتامين تبدو من تنمل الأطراف، فإن كانت الحالة حادة شعرت بألم في يديك وقدميك. ويبدو هذا الألم في الغالب كأنه التهاب لا تعرف سببه. وأحياناً يخطئ فيظنه نوعا من الروماتزم. ويلاحظ في الوقت ذاته أن الإنسان يحس بالتعب السريع والضعف إن هو اجهد نفسه.
ومن نتائج نقص الفيتامين أيضاً المرض العرف بالنورستانيا. وظواهره مختلفة متباينة من ميل إلى الخمول أو فقدان الشهية والذاكرة والأرق، كما يبدو الإنسان مغموماً ورأسه مثقل بالهواجس، ولا تكون هذه الظواهر شديدة حادة ولكنها تكفي لأن يشعر الإنسان أنه مريض أو متوعك المزاج.
فإن أقبل المريض على تعاطي نوع جيد من مركبات الخمائر فانه لن يلبث أن يدهش للتقدم السريع الذي يحصل عليه في أيام قلائل فانه سيحس بانتعاش عاجل، وبتطور غريب يعيده إلى حالته الطبيعية.
وثاني أنواع الفيتامين تأثيراً على العقل هو المعروف باسم حامض النيكوتين وتركيبه الكيمياوي قريب من نيكوتين التبغ. وقد تكلمنا عن نقصه في مقال سابق عن البلاجرا وذكرنا مدى انتشارها في بلادنا.
ولم يكشف العلم الغطاء تماماً عن أسرار فيتامين حامض النيكوتين وإن كانت ظواهر البلاجرا من إسهال وميل إلى النحافة وظهور الالتهابات الجلدية وغيرها من الآلام التي يعانيها الجسم من النتائج الثابتة لنقصه.
ولا يعنينا في هذا المقال أن نتحدث عن الظواهر الجسمانية بل أن ما يهمنا هو الظواهر العقلية التي يحس فيها المصابون بقلق وعدم اطمئنان فهم يخشون شيئاً لا يعرفون ما هو ويغلب عليهم الاضطراب والميل إلى التقلب وصعوبة التفاهم ولا يستطيعون السيطرة على