للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قام بذهني إنه لا راحة إلى إلا إذا أخرجت مثله)

وقال في خطاب آخر:

(ولا يزال في فكري أن أتضع كتابا صغيرا يكون أشبه بقصيدة واحدة في معارضة سفر من أسفار التوراة كأناشيد سليمان مثلا)

وقال في خطاب

(وأنا بحسرة من كليلة ودمنه فلو وقفني الله إلى إتمامه كتابا برأسه لكان حادثا في تاريخ العربية كلها)

ولا استوفي هنا كل ما كان يريد عمله

ولقد كان له في البحث والاستقصاء شان عجيب فيوم إن غمره بالجمال وأخذ يؤلف كتاب أوراق الورد بعد رسائل الأحزان أراد أن يعرف هل كتب (إخوان الصفا) في الجمال فكتب لي في خطاب مؤرخ ١٩ يوليو سنة ١٩٣٠

(. . . أبحث في إخوان الصفا هل كتبوا عن الجمال فإني لم أقرا هذا الكتاب إلا قليلا ولا وقت عندي لتصفحه. .)

كتب إلي في خطاب آخر مؤرخ ٢١ نوفمبر ١٩٣١ يقول

(أحب أن تراجع قسم المنطق من رسائل إخوان الصفا لمعرفة هل استعمل واضعو هذه الرسائل كلمة (استنتاج) أم لا فإن من مقالات المجموعة مقالة عن هذه الكلمة وحل استعمالها. أما الكلمة نفسها فعثرت عليها في كتابة ابن سينا وهذا يدل على إنه أخذها عمن قبله، فلا بد أن تكون قد وردت في رسائل إخوان الصفا). وإن القول في الرافعي وأدبه لطويل؛ وإنما هي سطور كتبناها لمناسبة انقضاء عشرة أعوام على وفاته رحمه الله

وإذا كان أقصى ما يقال في العظماء بعد وفاتهم أن يتحدث عن صفاتهم وأعمالهم، وعما أصاب الناس بفقدهم، وهل لهم خلف يعزى عنهم أو انهم قد خلا مكانهم فإني أقولها كلمة ولا أخشى فيها أحدا.

ذلك إن مكان الرافعي قد خلا وإنه لم يخلفه في أداء رسالته أحد. رحمه الله رحمة واسعة.

المنصورة

محمود أبو ريه

<<  <  ج:
ص:  >  >>