فامتلأ قلبه فرحا وقد بدا سروره في خطاب أرسله إلى فقال
(أما الرسالة فهم كتبوا إلي بعد أن تركت طه حسين. . . وقد رأيت إني مخطئ في الاقتصار على وضع الكتب، وكان في نيتي من زمن الكتابة أسبوعيا في مجلة كبيرة كما أخبرتك فلما عرضت هذه الفرصة انتهزتها لأجرب هذه الطريقة. . ولعلي أوفق إن شاء الله بعونه تعالى في المضي في الكتابة والقوة بالله وسأنوع المواضيع كما رأيت ويدخل فيها فصول الكتاب النبوي بين الوقت والوقت إلى أن يتم وان أقاسي في كتابه الآن عسرا شديدا من الحر والتعب وحاله المعيشة الحكومية لعنة الله عليها
(وهذا الموضوع صعب جدا يا أبا ريه ليس في العربية مقال واحد منه. ومن يومين أطلعني العريان على الجزء الأول للنظرات فإذا فيه مقال عن الهجرة لا يساوي نصف مليم! فأدع الله لنا بالعون في اقتحام هذه العقبة. . .)
والكتاب النبوي الذي يشير إليه الرافعي في هذا الخطاب هو كتاب كان يريد أن يضعه في رسالة الرسول صلوات الله عليه ويجعل عنوانه (محمد).
ولقد كان له غير ذلك آمال يريد تحقيقها وأعمال يود استكمالها، ومن هذه الأعمال كتاب (تاريخ آداب العرب) الذي كان يقول عنه إنه دين في عنقه حتى يتمه. وقد انعقد الإجماع عندما ظهر الجزء الأول منه انه لم يؤلف في موضوعه مثله
وممن أشادوا به الأستاذ الجليل أحمد لطفي السيد باشا فقد عقد له صفحات كثيرة في الجريدة ولولا أننا نؤثر الإيجاز لأتينا على ما كتبه هنا
وعقد له الأمير شكيب أرسلان رحمه الله صفحة طويلة في صدر جريدة المؤيد جاءت فيها هذه العبارة (لو كان هذا الكتاب خطا محجوبا في بيت حرام إخراجه منه لاستحق إن نحج إليه، ولو عكف على غير كتاب الله في نوا شيء الأسحار لكان جديرا أن يعكف عليه)
ومن الكتب التي أتمها كتاب (أسرار الأعجاز) وكان رحمه الله يفاخر به وقد وضع أكثره. وكان يريد أن يضع (رسالة في معارضة الدرة اليتمة لابن المقفع بنفس الأسلوب وعلى الطريقة الأولى في الكتابة العربية طريقة المتقدمين)
وكتب إلي في خطاب
(وأنت قرأت الأم فرز وهذا الكتاب مشهور في لغات أوروبا وآدابها فأنا أريد معارضته وقد