للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الحيوان والنبات (بالبيضة) وهي خلية ميكروسكوبية تنتج من تلقيح بويضة الأنثى بخلية خاصة مشتقة من أعضاء التذكير في الحيوانات والنباتات. وتأخذ البيضة بعد التلقيح في النمو بطريق الانقسام نتيجة التغذي فتنقسم إلى قسمين يبقيان متلاصقين، وينقسم كل منهما إلى قسمين آخرين وهلم جرا، وعلى هذا النحو الخلايا المشتقة من البيضة وتنشأ منها مختلف الأنسجة والأعضاء فيتكون الجنين ثم الفرد الكامل.

غير انه توجد كائنات حية مكونة من خلية واحدة واعني بها النباتات الأولية كالبكتريا والمكروبات، والحيوانات الأولية الميكروسكوبية كالأميبيا التي يسبب نوع منها مرض (الدوسنطاريا) وكجرثومة الملاريا وجرثومة مرض النوم وغيرها. وكيفية توالد وتكاثر هذه الأحياء ذات الخلية الواحدة هي أن تنقسم كل منها إلى قسمين (وأحيانا في بعض الأنواع إلى أقسام عديدة) كما يحدث لخلايا الحيوانات والنباتات الأخرى المتعددة الخلايا وخاصة أثناء تكوين أجننها (جمع جنين) على الوجه المتقدم بيانه. غير أم كل قسم جديد من أقسام الخلية الأصلية ينفصل هنا عن غيره ويصبح فردا جديدا يحيا حياة مستقلة ويتغذى فينمو وينقسم بدوره إلى أقسام أخرى تصبح أفرادا جديدة، وهكذا، بحيث لا يموت ولا يغني شيء من هذه الأفراد إلا بحادث مهلك كان يجف الماء الذي تعيش فيه أو يفسد أو كان تبتلعها حيوانات أخرى مع الماء وتهضمها.

ولكن يحدث إنه بعد عدة انقسامات تصبح الأفراد الأخيرة غير قابلة للانقسام كأنها شاخت أو هرمت، وهذه أول صور الشيخوخة وابسطها في عالم الأحياء. ولاشك في أن هذا العجز ناتج مما يتراكم داخل أجسامها من بقايا المواد الإفرازية السامة المتوالدة من احتراق المواد الغذائية بعد هضمها وعدم تصريفها (أي الإفرازات السامة) إلى الخارج بأكملها، ذلك الاحتراق اللازم لتوليد الطاقة (القوة والحرارة) الضرورية لعمليات الحياة، ولهذا يعرف الفسيولوجيون الغذاء بأنه وقود الماكينات الحية الحيوانية والنباتية. ولو أستمر هكذا حال تلك الأفراد العاجزة عن الانقسام لماتت لا محالة كما يموت أفراد الأحياء العليا بالشيخوخة. غير انه يكفي لاسترداد شبابها ونشاطها الانقسامي أن يلتصق كل فردين منها أحدهما بالآخر ويتبادلان نصف نواتيهما ثم ينفصلان بهما شباب ناهض قابل للانقسام من جديد. وهذه هي أول صورة من صور التلقيح في عالم الكائنات الحية. وليس التلقيح سرا من

<<  <  ج:
ص:  >  >>