للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فالآية لا تعني العرب إذ لم يكونوا عند نزولها قد أسلموا فضلاً عن أن يأمروا بمعروف وينهوا عن منكر، وقد ارتد جلهم حين أظلمت الدنيا بفقد رسول الله، وكادت مكة ترتد مع المرتدين؛ لكن أين المفر من الهدى والخير، وهناك (خير أمة أخرجت للناس) وفيها أبو بكر، فيها أبو بكر. وكان معد يكرب أحد رجال الوفد. . . ممن ارتد

ومن معاني الأمة (القرن) قال تعالى:

(وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسول عليكم شهيداً)

ومن معانيها الدين في قول النابغة:

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع

ومثل ذلك قول غيره:

وهل يستوي ذو أمة وكفور

والأمة هي النعمة في قول الأعشى ميمون بن قيس:

وللموت خير لمن ناله ... إذا المرء أمته لم تدم

٢ - يقول النعمان لكسرى:

(إن الله تعالى أعطاهم في أشعارهم ورونق كلامهم وحسنه ووزنه وقوافيه مع معرفتهم بالأشياء وضربهم للأمثال وإبلاغهم في الصفات ما ليس لشيء من ألسنة الأجناس)

ذكر وزن الشعر ولم يبق إلا أن يذكر بحوره

الوزن لفظة محدثة وضعها الخليل فيما وضع لفن العروض، ولو سمع جاهلي: وزن الشعر لدهش وبهت. وقد جال الجوهري في أحياء العرب فلم يسمع هذا المصطلح. ولا يفهم العربي في الجاهلية من الوزن إلا الثقل والخفة في حقيقة أو مجاز، كقولهم: كلام موزون، وهو وزين الرأي أي رزينه كما في الأساس. وفي اللسان: هذا القول أوزن من هذا أي أقوى وأمكن. وفي جمهرة اللغة لابن دريد: الوزن أصله مثقال كل شيء وزنه، ثم كثر في كلامهم حتى قالوا فلان راجح الوزن إذا نسبوه إلى رجاحة الرأي وشدة العقل

وأما قول اللسان: وأوزان العرب ما بنت عليه أشعارها واحدها وزن ومثله قول التاج، وزاد هذا (وهو مجاز). فالكلام في المعجمين تفسير لما اصطلح عليه الخليل لا شرح لفظ ورد عن العرب في جاهليتها. ولا ريب في أن نابغة العرب لم يستعمل (الوزن) إلا مجازاً

<<  <  ج:
ص:  >  >>