للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وشق في فؤادها جراحا لم تندمل وفجر فيها ينابيع الحزن والآسى، فصاغت من دموع العين، ودماء القلب، المراثي تزخر باللوعة، وتفيض بالألم، وهي في حزنها عليه ورثائها له تلتقي بالشاعرة المخضرمة الخنساء في بكائها على أخيها صخر، ورثائها له، ويبدو أن فجيعة فدوى إبراهيم كانت فوق ما يحتمله قلبها، فأحالت حياتها الهانئة الوادعة إلى مأتم دائم ودموع لا تجف وزفرات لا تنقطع، وطبعت شعرها بطابع الأسى والحزن، فلا تكاد تخلو قصيدة من قصائدها من الحزن الدفين، والحرقة اللاذعة.

أستمع أليها في قصيدتها (حياة) ص ٣٩ من الديوان التي مطلعها:

حياتي دموع

وقلب لوع

وشوق، وديوان شعر، وعود

إذ تبكي أحبائها الراحلين إلى عالم الخلود، وتصور اللوعة على فقدهم، فتناجي روح المرحوم والدها، ثم تتجه إلى شقيقها إبراهيم الذي كان لها نبع حياة وحب، وضياء العين والقلب، وإذا برياح الموت العاتية تطفئ شعلته وتصبح الشاعرة وحيدة في ظلام الوجود، حائرة في قفار اليأس، ولا نور يهديها ولا أمل يناغيها

وفي ليل سهدي

يحرك وجدي

أخ كان نبع حياة وحب

وكان الضياء لعيني وقلبي

وهبت رياح الردى العاتية

وأطفأت الشعلة الغالية

وأصبحت وحدي

ولا نور يهدي

ألجلج حيري بهذا الوجود

ومن قصيدة (على القبر) ص ١١٥ تناجي قبره فتحس أن للقبر إشعاعا من النور، وأنه أجمل القبور لان دنياها فيه، وفي قلبها مأتم دائم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>