والتبشرة، وليس هذا في لندن فقط، بل وفي الجهات المختلفة في إنجلترا، فهناك يخطبون ويلقون المحاضرات عن الإسلام وتعاليمه، وعن نبي الإسلام عليه السلام.
أما في لندن فيقومون بذلك مع إلقاء دروس منظمة في أيام السبت من كل أسبوع.
ولهم كذلك نشاط أوسع، وجاليات متعددة في أوربا كبرلين، وهولاندا، وفي العالم الإسلامي كمصر وسوريا والعراق، وفلسطين، وجدة. . . والصين والعجم.
ومنذ عهد قريب أستدعي الدكتور عبد الله إمام مسجد ووكنج لإلقاء محاضرات عن الإسلام وتعاليمه للتلاميذ في المدارس الإنجليزية الهامة. وهذا يعتبر حقا أول شيء من نوعه يستدعي الأهمية والالتفات.
والمسجد إمامه ومساعده يعتمدون جميعا في نفقاتهم على التبرعات والاشتراكات الخيرية التي يأتي معظمها من الباكستانيين، وبيع الكتب وتوزيعها على الراغبين في الإسلام والجزء الأكبر من هذا المال يأتي من الجالية الأحمدية في لاهور.
ومما ينبغي ملاحظته أن الجمعية الإسلامية في ووكنج أو الأحمدية اللاهورية تختلف تماما عن الأحمدية القاديانية. هذه حقيقة مقررة، لمستها بنفسي حين زرت مقرهما ووازنت بين الجمعيتين وتناقشت مع رئيسيهما. والمتتبع لتاريخ الطائفتين، والمدقق في علاقاتهما واتجاهاتهما الآن، لا يجد مجال للريب البتة في أنهما جد مختلفتين.
كنت أود أن أتحدث عن ذلك في إسهاب وأتحدث كذلك عن القاديانية وكيف نشأت ومتى تشعبت، واصبح لها نشاط ظاهر في جميع الأقطار الإسلامية وغيرها، كنا نود ذلك البحث الطريف، ولكن ليس هنا مجال لبسط القول فيه. على أنيأستطيع أن أقول أن القاديانية من النحل الهندية التي مضى على تأسيسها نحو ستين عاما. وهي تقول بنبوة رجل من مدينة قاديان يدعى غلام أحمد أدعى أن الله يوحي إليه كما كان يوحي إلى الأنبياء من قبل وأنه أتى برسالة إلى الناس عامة.
ولد غلام أحمد عام ١٢٥٢هـ وتعلم العلوم الدينية والعربية والفلسفية ثم تقلد بعض المناصب الهامة لمدة غير طويلة، ثم تركها ورحل إلى جهات كثيرة ناشرا مذهبه، ودعوته، لكنه كان يجد في كل مكان ينزل فيه تحديا من العلماء وثورة عليه.
مات غلام أحمد عام ١٣٢٦، فانتخبت أتباعه للرياسة نور الدين، ولما مات نور الدين عام