يدريان أنهما بعد الزواج ينوبان عن الرقباء بالتجسس والسخافة والفضول!
العاشق لا يغفو أبداً، والمعشوقة لا تغفو أبداً، فأيسر انحراف من أحد الزوجين العاشقين يخلق متاعب لا تداوى بغير الفراق
أيكون معنى هذا الكلام أن ننهي عن الزواج بعد العشق؟
لا، فإننا نرجو أن يكون العشق من وسائل الزواج، وإنما ندعو إلى الفهم الصحيح لحياة الزوجية، وهي تختلف عن حياة العشق بعض الاختلاف أو كل الاختلاف
إذا تزاوج العاشقان فقد وجب أن ينتهيا عن دلال الحياة الغرامية، وأن يعرفا أنهما مقبلان على تكاليف ثقال يوجبها نظام البيت ونظام المعاش
الزوج الذي يصابح زوجته ويماسيها لا يطالب بما يطالب به العاشق الذي يلقى معشوقته من أسبوع إلى أسبوع؛ والزوجة في الأصل سكن للزوج، ومزية السكن أنه مأوى صاحبه في أوقات الفرح والترح، ولحظات التفتح والذبول، فمن واجب الزوجة أن تفهم أن الزوج لا يصلح في كل وقت للمطارحات الوجدانية، ولا يستطيع أن يبتسم في جميع الأحوال
إذا فهمت الزوجة المعشوقة هذه الحقيقة أمكنها أن تستريح من متاعب كثيرة، متاعب تخلقها الغيرة السخيفة، فقد ثبت أن الزوجة لا ترد سكوت الزوج عن الملاطفة إلى أسباب من اشتغاله بمتاعب الحياة، وإنما تردها إلى أسباب من اشتغاله بغيرها من النساء. والمرأة لا تدرك أن للرجال متاعب غير الاشتغال بالنساء!
وأنا لا أبتدع هذا الرأي، فقد التفت إليه أقطاب القصص الفرنسي، وعندهم عبارة يضيفونها إلى الزوجة عند معاتبة الزوج في أتفه الشؤون، وهي عبارة:(لم تعد تحبني)
'
وهي عبارة تعاد بحروفها في أكثر الأقاصيص، بحيث جنى عليها التكرار فلم تعد تثير الإحساس، برغم ما يصحبها من التوجع والأنين!
والظاهر أن المرأة تخلفت عن موكب الحياة، فهي لا تزال تنظر إلى النعيم بالعين الحيوانية، ولم تدرك أن النعيم صارت له ألوان من التطلع والتوثب والتسامي إلى مراتب لا تخطر للحيوان في بال
والحق أن الرقي العقلي والروحي والأدبي والمدني، الرقي الذي نقل الإنسانية من حال إلى