أحوال بصورة تفوق أحلام القدماء بمراحل طوال طوال، هذا الرقي من صنع الرجال، وليس فيه للمرأة نصيب، وستظل في تأخر إلى الأبد، ما دامت تؤمن بأن النعيم في الحياة الزوجية هو نعيم الحيوان
ضعوا المرأة حيث وضعتها الطبيعة، ولا تدللوها أكثر مما فعلتم، يا أغبياء التمدن الحديث!
من هذه المحامية الحسناء
خصصت مجلة الشعلة صفحة لمقال دبجته إحدى المحاميات في تنفير الفتاة من الزواج، فما حجج تلك المحامية؟
لا حجج ولا براهين، وإنما هو دلال فتاة وجدت فرصة للتنويه بأنها ردت جماعات من الخاطبين، لتنعم بحياة الاستقلال، كأن الزواج عبودية لا ترضى بها غير الفتاة العاجزة عن الاستقلال!
نحن نعرف من سنن الحياة أكثر مما تعرف تلك المتمردة، نحن نعرف أن الفتاة لا تزهد في الزواج إلا إذا كان بها نقص في الحيوية، وهذا النقص يعتري بعض النساء وبعض الرجال، وهو السبب في شيوع العزوبية عند فريق من هذا الجنس أو ذاك، فلا موجب للتباهي بغنى هو أقبح من الإملاق
إن احتياج المرأة إلى الرجل دليل على كمال الأنوثة، كما أن احتياج الرجل إلى المرأة دليل على كمال الرجولة. وتباهي المرأة بزهدها في الرجل لا يقل قبحاً عن تباهي الرجل بزهده في المرأة. وإذا جاز للفتاة الجاهلة أن تقع في مثل هذا التباهي الأحمق، فصدوره عن الفتاة المثقفة إثم فظيع في نظر الطبيعة، والطبيعة تبغض الانحراف
وهنالك بدعة جديدة تمضغها بعض الفتيات، بدعة القول بأن الزواج يحكم على الزوجة بالتبعية للزوج، ونحن في عصر المطالبة بالتحرر والاستقلال!
وهذا كلام في غاية من الضعف، لأن تبعية المرأة للرجل تبعية طبيعية، وهي مجردة كل التجرد من معاني الاستعباد. وسيادة الرجل على المرأة سيادة تشريف، لا سيادة تكليف. وخضوع المرأة للرجل يزيدها جمالاً إلى جمال، ويؤيد رسالتها في تعمير الوجود
كنت ظننت أن تلك المحامية شخصية خرافية، ولكن محرر الشعلة أكد لي أنها شخصية حقيقية، وأني لو رأيتها لفتنتني بجمالها الوهاج