للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وأقول إن الفتاة التي تنفر أترابها من الزواج لا تفتن أحداً، ولو كانت في جمال أفروديت، لأن سحر المرأة يرجع إلى الحيوية في الطبيعة الأنوثية، ولا قيمة للجاه المجلوب، جاه العلم والمال والجمال

جمال المرأة أنها مرأة، وجمال الرجل أنه رجل، فاتركوا هذه الحذلقة، وتجنبوا الجدال في شؤون يفسدها الجدال

قيمة الصدق

الصدق لا يقوم بأي ثمن، لأنه فوق التقويم وفوق التثمين، وما قال قائل في أي زمن أو في أي بلد إن الصدق آذاه بأية صورة من صور الايذاء، وما فاز فائز بغير الصدق، ولا خسر خاسر إلا بسبب مجانبة الصدق، فتدبر هذا القول ثم انظر أين أنت فيما اخترت لنفسك من مذاهب السلوك

إن اقترفت ذنباً فاعترف لتظفر بأول سبب من أسباب النجاة وهو الصدق، وتذكر دائماً أن الكذب لن ينجيك من غضب الله وإن صرف عنك غضب الناس. وأنا مع هذا واثق بأن من يبوء بغضب الله لن ينجو أبداً من طغيان الناس فالله يسلطهم على من يكذبون عليه أشنع تسليط، ليعرف أن الكذب على الله يلاحقه في كل مكان

لا تحوج القضاة إلى شهود، وكن أنت الشاهد على نفسك، فإن فعلت فسيصبح القاضي محامياً عنك، لتمسي وأنت من الناجحين

ومتى تقف أمام القضاء؟

إن الوقوف أمام القضاء الإنساني قد لا يصادفك في حياتك غير مرة أو مرتين على أسوأ الفروض، وقد لا يصادفك أبداً، لأن القضاء الإنساني لا يتعرض لغير من يتبجح بالاحترام، وأنت فيما أفترض تنزه نفسك عن مسايرة المجترمين والمتبجحين.

أنا أخاف عليك غضب المحكمة السماوية، لا لأنها قد تسارع إلى البطش بك، ولكن لأنها قد تملي لك إلى أن تفضح نفسك باقتراف الآثام الغلاظ، من أمثال الزور والبهتان

تعود الصدق مع الله في سرك قبل جهرك، وإن صدقت مع الله فستصدق مع الناس، ستصدق معهم صدق الترفق لا صدق التخوف، وستقضي دهرك وأنت من الأعزاء

لو سلطت إحدى الحكومات على أحد اللصوص ألف رقيب لاستطاع النجاة بأيسر مجهود

<<  <  ج:
ص:  >  >>