وقد حمل (رونبرج) في شعره على قائد الجيش وفضح خيانته، ومما قال فيه:(ليغفل ذكر أصله وسلالته حتى لا يتحملوا وزر جرمه، ليحمل وحده عاره، لأنه وحده جدير بالازدراء. ليس لمن خان وطنه أصل ولا سلالة، ليس له ولد ولا والد.)
على أن شجاعة الجنود المقاتلين كانت كافية لتوحي للشاعر قصائده الحماسية التي تغنى فيها ببسالة مواطنيه. وقد قص في شعر رائع أخبار المعارك الصغيرة التي ظهرت فيها بطولتهم والتي تمكنوا فيها من التغلب على الجيش المهاجم فردوه مندحراً. وعنى الشاعر خاصة بأعمال البطولة الفردية التي تجلت فيها المزايا التي تتحلى بها روح الشعب الفنلندي
وصف الشعر الجيش وتحدث في أكثر من أقصوصة عن العلاقات الوثيقة التي استحكمت بين صغار القواد والجنود. وقد أجاد كل الإجادة ووصل إلى أبعد الغايات عند تناول وصف الجنود من طبقة الفلاحين. هذا (ستين دوفا) الذي كان يظنه رفاقه معتوهاً، ولكنه استطاع منفرداً أن يدافع أن أحد الجسور وأن يدفع عنه العدو حتى جاءت نجدة تمكنت من رده.
وهذا (مونتر) الجندي الباسل الذي كانت شجاعته تنبعث من أعماق نفسه في كثير من السذاجة والتواضع. وقد مات صريعا في ساحة القتال بانفجار قذيفة رماها أحد جنود الأعداء فتلقاها (مونتر) بيده ليردها إليه. وقد رثاه (رونبرج) في ختام قصته بقوله: (لقد كان فنلندياً)
ويطول بنا الحديث إذا شئنا عرض صور البطولة المختلفة الأشكال والأوضاع التي رسمها الشاعر في هذين الديوانين، وقد كان طبيعياً أن يستهل (رونبرج) الجزء الأول منهما بقصيدة حماسية في تمجيد وطنه والإشادة بذكره، ننقل منها بعض شعرها للدلالة عليها. قال: