للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اختاروا (البرندج أو الأرندج) لبوية الأحذية و (الوهين) لمقدم الفعلة، و (الدريئة) للهدف الذي يتعلم عليه الرمي، و (الطريخ) لسمك السردين، و (الطيلسان) للشال، وهو الكساء المعروف، كما اختاروا عشرات من أمثال هذه الكلمات، فأين هو الكاتب أو الشاعر أو الخطيب الذي استعمل هذه الكلمات حتى من بين أولئك الذين أضنوا أنفسهم في إخراجها واختيارها، وهكذا سيكون الشأن فيما اختاره الأستاذ رضا الدرمك والدغري والقنع، فسيظل الأدباء يؤثرون عليها في التعبير الدقيق، الفاخر، والحروب المفاجئة، وطبق الفاكهة. . .

وبعد، فلا يحسب الأستاذ إني أسد هذا الطريق من بابه، أو أنقضه من أساسه، أو أنكر إحياء الألفاظ العربية، ولكني أنشد الألفاظ التي تصلح للحياة حتى يمكن أن نحيا، ولي في هذا رأى قد ادعته في (الرسالة) منذ عشر سنوات في مقال بعنوان (مهجور اللغة)، ولولا ضيق المقام، وأن المقدر لي في هذا الباب أن يكون (تعقيبات) خاطفه، لمددت القول في تلك الناحية إلى الغاية.

(الجاحظ)

<<  <  ج:
ص:  >  >>