فالمضللون، مقصدهم أن يصدوا أمة محمد عن كتابها، ويلفتوها عن شريعتها ابتغاء أن تذل للغربي وتستقيد. فليس الشأن إذن في نحلة تبطل أو عقيدة تزول، ولكنه أمر أمم تستخذى وتهون بل تفنى وتبيد. فليدر بهذا السفهاء والبله والأغبياء من المسلمين إما كانوا يجهلون
والمضللون مدفوعون إلى اقتراف ما يقترفون: تدفعهم حرفتهم وجعالتهم والرغيف المأكول، فهم مرغمون أن يسلكوا كل سبيل في التضليل، ويتذرعوا بكل ذريعة غير متذممين من منكر، ولا متصحبين من شيء، وغير حافلين بكل خيبة تجبههم، وبكل خذلان يصعقهم، وبكل لعنة تتبعهم. وطرق الشر عند هذه الإضمامة (الجماعة) كثيرة، وذرائع الفساد مستوفرة. فهناك التنويم المغناطيسي. . وهناك التنويم النسوي. . . وحكايات هذين التنويمين من وسائل التضليل معروفة في القاهرة مشتهرة ومن كفر منوماً وسنان عاد إلى الأيمان سريعاً يقضان. وهناك الجنون المجنون في الإقدام على تغليط القرآن في العربية. . .
ليس في القرآن آية أو كلمة قد عدلت عن سنن العرب، وإن (علم العربية) أو النحو أو القواعد العربية - كما يسميها مسمون - هو حجتها، وهو دليلها، وهو المهيمن عليها، وشواهدها كلماته، وهذا كتاب سيبويه وهذه أبوابه وبيناته
ذلكم القرآن. بيد أن المضللين يقولون: نحن نهذي ونخرفش، وعلى إبليس تتميم العمل. وقد جمعوا في (مكتوبهم) بضع عشرة آية (منها الست التي نقلناها - وزعموا أنها مالت عن نهج العربية، وتلكم الآيات الكريمات كلتهنَّ قواعدهنّ مبينة مفصلة في (علم العربية) تفصيلاً. وهذه أقوال نحوية في الست المنقولة
١ - . . . والصابرين. . . قرء (والصابرون) وقرء (الموفين والصابرين) والنصب على التعظيم والمدح كما قال (الكتاب) وفصلت (خزانة البغدادي) والقراءة الناصبة تنصر قول الخِرْنِق (أخت طرفة):
لا يبعدن قومي الذين هم ... سم العداة وآفة الجزر
النازلين بكل معترك ... والطيبون معاقد الأزر
وتؤيد ما أنشد القراء:
إلى الملك القرم وابن الهمام ... وليث الكتيبة في المزدحم