للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أمراء الأسرة المالكة وأميراتها وأمراء الدولة في إنشاء المدارس بمصر والشام كتقي الدين عمر الذي اشترى منازل العز أحد قصور الفاطميين بالقاهرة ووقفه مدرسة كما بنى بالفيوم مدرستين عندما كانت الفيوم إقطاعاً له، وبنى في الشام التقوية بدمشق، والمظفرية بحماة.

وأخذ بعض الوزراء بنصيبهم في إشادة دور العلم كما أسس القاضي الفاضل مدرسته الفاضلية وكانت من أعظم مدارس مصر وبنى المثرون من المعلمين وغيرهم مدارس وقفوا عليها أملاكاً تكفي للإنفاق عليها.

وهكذا حفل هذا العصر بإنشاء المدارس في أرجاء البلاد، فإنه لم يقف إنشاؤها عند العواصم فحسب، بل تعدتها إلى غيرها، فرأيناها تقام بالقاهرة والإسكندرية وقوص وإسنا وأسوان والفيوم؛ وفي دمشق وحلب والقدس وحمص وبعلبك، ولكن أكثر المدارس يومئذ كان بالقاهرة ودمشق، وقد بقى من أسماء المدارس التي عرفتها القاهرة يومئذ أكثر من اربعين مدرسة، ومما عرفته دمشق زهاء تسعين.

وقد تنوعت المدارس في هذا العصر، فكان منها معاهد لتدريس الحديث خاصة، وأخرى لتدريس الفقه، وبعضها للنحو، وأنشئت في القاهرة ودمشق وحلب مدارس خاصة بالطب، كما كان يدرس منهج الطب إلى جانب المواد الأخرى في بعض المدارس، وكان معنى التخصص أن المادة الأساسية فيها هي الفقه مثلاً، أما المواد الأخرى فكانت تدرس إلى جانب هذه المادة الأساسية.

(للكلام صلة)

أحمد بدوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>