القصيدة ألم لما وقع بين المملكتين العربيتين من خصام وامتشاق حسام، وفيها رضى عن النتيجة التي انجلى عنها ذلك الخصام وهي الحلف بين المملكتين. وقد أعجبنا في القصيدة روح الإخاء والمودة التي تقام عليها الوحدة العربية بين العرب؛ فترى الشاعر بعد أن يشيد بقوة ابن السعود العسكرية ويعتز بها يقول:
أفأنا إلى صلح تمهد بعدما ... أفاء بنو أعمامنا للأواصر
وتلك المنى لولا المنايا تقدمت ... فأنعم بهم من كل باد وحاضر
هم الجيرة الأدنون واللحمة التي ... لها الحسب الوضاح عرف الأزهر
وهم دمنا الغالي وأعصاب مجدنا ... وأعضاؤنا في كل ماض وحاضر
فقل لذوي الأحقاد هذا نتاجكم ... فهل كان إلا غصة في الحناجر
سعيتم فأخفقتم وبؤتم بإثمكم ... وبؤنا بحلف كامتزاج العناصر
واسمعه الآن يخاطب الشرق العربي:
يا شرق حسبك مالقيت من عنت ... أفق فإنك بعد اليوم مقتحم
شمر ذيولك وانهض لا تكن خولاً ... ولا يصدك عن درك العلا حمم
وواصل السعي في التعليم مقتبساً ... خير الفنون وإلا مضك الألم
وارهف عزائم من أبنائك اتكأوا ... على الأرائك يعلو فوقها القتم
السيد أحمد قنديل: ولد بجدة وتعلم في مدارسها ثم اشتغل فيها بالتعليم والصحافة، وهو شاعر من شعراء القوة يدعو إلى الانطلاق من قيود الخضوع للقديم البالي وينادي بالحرية والنظام.
جاهر برأيك في الحياة ولا تخف ... غراً تذرع بالسفاهة أو حسود
وانهج إلى المثل الشريف فحبذا ... المثل الشريف العتيد
واسلك سبيلك كيفما تختاره ... مادمت مصطحباً به الرأي السديد
فإذا سلمت به فأنت موفق ... وإذا عثرت فمن عثارك تستفيد
والفوز في شتى المواقف حافز ... للمرء داعيه إلى شرف المزيد
واسمعه الآن يخاطب الشعب هذا الخطاب الرصين الخالي من العنجهية والغطرسة:
لسنا من المجد في أعلى منارته ... أو في الطريق قطعاً منه ما عظما