من حق وزير المعارف علي أن أشكره. . لقد تفضل معاليه فأمر بنقل الأستاذ السيد أحمد صقر من مدرسة كوم امبو الابتدائية بالصعيد، إلى مدرسة الأمير فاروق الثانوية بالقاهرة. ولقد صدر هذا الأمر عقب ظهور عدد (الرسالة) الذي أثرت على صفحاته مشكلة الأديب الصديق، فكان لذلك وقعه الجميل على نفسي ونفوس الأدباء! هذا حق، ومن الحق أيضاً أن أقول إن معالي الوزير قد حل مشكلة هذا الأديب حلاً جزئياً لا يرضي العدالة المطلقة التي أنتظرها من رجل مثله؛ رجل يفهم حق الفهم واجب الدولة نحو الأدب، ويدرك كل الإدراك أثر وضع الأدباء في أماكنهم ليقوموا بواجبهم نحو الدولة!
إننا نريد أن يوضع كل أديب في مكانه، حتى نتيح للمواهب أن تحلق في جوها الطبيعي وتعمل في ميدانها الأصيل. . وأنا أعرف أن معالي الدكتور طه حسين باشا يعطف كل العطف على التراث العربي القديم، وألمس أن نشر هذا التراث نشراً علمياً سليما يحفظ له هيبته من أثر المتطفلين عليه، جدير بأن يحتل من نفسه كل عناية وتقدير. . ولهذا طالبت ومازلت أطالب، بأن يأخذ الأستاذ صقر مكانه في تلك الإدارة التي أنشئت لهذا الغرض بوزارة المعارف، ثم أغلقت منها الأبواب في انتظار الطارقين! وإذا شاء وزير المعارف أن يقبل مني رجاء اليوم ورجاء الأمس، فإني أؤكد لمعاليه أن وزارة المعارف لن تخسر شيئاً حين يحذف اسم هذا الأديب من قوائم التعليم، لأنها ستكسب كثيراً حين تنتفع بجهوده في خدمة التراث العربي القديم!!
وليست المشكلة هي مشكلة الأستاذ صقر وحده، فلا يزال هناك أدباء ينتظرون عطف وزير المعارف على حقوقهم المهضومة. . وإنه ليسعدني أن يتفضل معاليه فيطلب إلي أن أقدم إليه أسماءهم وأن أقص عليه أنباءهم، لأنني لا أحب أن يكون هناك أديب واحد يشعر أنه مظلوم في عهد طه حسين!!