يا شعر! هل خلق المنون بلا شعور كالجماد؟
لا رعشة تعرو يديه إذا تملقه الفؤاد؟
أرأيت أزهار الربيع وقد ذوت أوراقها
فهوت إلى صدر التراب وقد قضت أشواقها؟
أرأيت شحرو الفلا مترنما بين الغصون
جمد النشيد بصدره لما رأى طيف المنون؟
فقضى وقد غاضت أغاريد الحياة الطاهرة
وهوى من الأغصان ما بين الزهور الباسره
أرأيت أم الطفل تبكي ذلك الطفل الوحيد
لما تناوله بعنف ساعد الموت الشديد؟
أسمعت نوح العاشق الولهان ما بين القبور
يبكي حبيبته فيا لمصارع الموت الجسور؟
طفحت بأعماق الوجود سكينة الصبر الجليد
لما رأى عدل الحياة يضمه اللحد الكنود
فتدفقت لحناً يردده على سمع الدهور
صوت الحياة بضجة تسعى على شفة البحور
يا شعر! أنت نشيد أمواج الخضم الساحرة
الناصعات، الباسمات، الراقصات، الطاهرة
السافرات، الصادحات، مع الحياة، إلى الأبد!
كعرائس الأمل الضحوك يمسن ما طال الأمد
ها إن أزهار الربيع تبسمت أكمامها
ترنو إلى الشفق البعيد تغرها أحلامها
في صدرها أمل يحدق نحو هاتيك النجوم
لكنه أمل ستلحده جبابرة الوجوم
فلسوف تغمض جفنها عن كل أضواء الحياةِ