للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وطعمه في الدولار الأمريكاني الرنة الإنجليزي اللغة. . . إني أرى في شفالييه هذه الحسنة

- ولكني أرى هذه سيئة لا حسنة. فالممثل هو الطيع النفس الذي يستطيع أن يتشكل بسهولة لا الجامد النفس الذي يستعصي عليه التلون

- هذا حق. وإني أعتقد أن موريس شفالييه إذا مثل شخصية إنجليزية معينة فإنه سيكون في تمثيله هذا أقرب إلى سلامة (التجنلز) منه وهو يمثل شخصيات غير محدودة لا ينطق الإنجليزية بلسانها بضرورة فنية، وإنما لضرورة تجارية ألزمته إياها شركات السينما الأمريكية. . . ولو لم تكن الأدوار التي يخرجها موريس شفالييه كلها تهريج ومرح ومجون وفكاهة لا تجب معها المؤاخذة على سلامة كيانها الفني لفشل موريس شفالييه ولعاد إلى التمثيل بلغته الفرنسية كما عاد إميل جاننجز إلى التمثيل بلغته الألمانية على ما تكبد في ذلك من خسارة مادية هائلة، إذ كانت أمريكا تعتبره ممثل الدنيا الأول

- أو إلى هذا الحد يصعب على الإنسان أن يمثل بلغة غير لغته؟

- إذا كانت لغته متغلغلة في نفسه قابضة على زمام روحه

- وكيف يكون هذا وكيف لا يكون؟

- اللغة هي لسان فريق من الناس يقال لهم شعب، لأنهم تشعبوا من أصل البشرية إلى اتجاه إنساني خاص يستدعي سلوكه مميزات نفسية خاصة. وهذه المميزات يظهر بعضها في التفكير، ويظهر بعضها في الذوق، ويظهر بعضها في الأفعال والحركات، ويظهر بعضها في اللغة وفي طريقة إلقاء هذه اللغة. وكلما تأصلت هذه المميزات في نفوس الشعب وضحت آثارها في المظاهر التي ذكرناها، وليس هذا الوضوح إلا دليلاً على تمكن هذه المظاهر من تلك النفوس، وشدة ارتباطها بها، فإذا أكرم شعب من الشعوب أفراده تأصلت في أفراده مظاهره حتى لتكون هي الطابع الذي يطبعهم، وإنهم لينمون هذا مدفوعين إليه بالذي يشعرون به من الاعتزاز بانتسابهم إلى أنفسهم، وهم لا يشعرون بهذا إلا إذا كانوا عل خير، وإذا كانوا بهذا الخير راضين. وليس هناك شك في أ، موريس شفالييه يعتز بانتسابه إلى فرنسا، كما أنه ليس هناك شك في أن إميل جاننجز يعتز بانتسابه إلى ألمانيا، كما أنه ليس هناك شك في أن شارلي شابلن يعتز بانتسابه إلى العبرية، أما موريس فإنه رأى الناس لا يطلبون منه إلا أن يضحكهم وأن، يمازحهم، فلم يعبأ بأي لسان يتحدث إليهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>