والقصة مملوءة بالجانب (الحكائي). وبطل القصة يروي لنا بنفسه ما تعاقب عليه من أحداث الليالي في أحضان النساء.
إلا أن البطلة (سعاد) ظهرت مقتضبة في القصة فلا تفتح عينك حتى تراها صريعة الجحود والنكران. .
وفي خلال القصص ترى للمؤلف حكم الحياة مبثوثة في تضاعيف السطور وهي حكم غير مقحمة ولا مجتلبة. ولكنها تصيب الموضع فتجمل وتصيب في الأذن والقلب مكاناً. وما اصدق المؤلف وهو يقول في صفحة ٧٤ (إن مراكب الحياة تسير وتمخر في عبابها. . . ولن يثنيها عن طريقها صريع مدرج في كفن أو وليد مدلل في مهد).
وعلى الرغم من أسلوب القصة القوي فان في الكاتب استهتاراً كبيراً باللغة. وما قيمة الأسلوب والعبارة إذا خالفا اللغة ونحوها؟ أليس من حق اللغة على شباب الكتاب أن يهتموا بها اهتمامهم باختيار العبارات.
ففي صفحة ٧٨ (الكف الندي) والصواب الكف الندية لأن الكف مؤنثه كما ورد:
فلو كفى اليمين بغتك خوفا ... لأفردت اليمين على الشمال
وفي صفحة ٧٩ (وهم على وشك أن يفجعونه) والصواب بحذف النون.
وفي صفحة ٨٩ (كان الشيخ والمرأة فرسا رهان) والصواب فرسي رهان لأن المثنى ينصب بالياء والنون وهو هنا خبر كان.
وفي صفحة ٩١ (إلى العمل في رابعة النهار) وليس للنهار ثالثة ولا رابعة. . وإنما هي رائعة النهار بالهمزة.
وفي صفحة ٢٩ (كلما أمعن هذا الرجل تحليلا كلما تعقد). وكلما لا تتكرر في الجواب بل تحذف. قال تعالى في سورة الأعراف آية ٣٧ (كلما دخلت أمة لعنت أختها). وقال الشاعر:
أو كلما وردت عكاظ قبيِلة ... بعثت إلى عريفها يتوسم
وفي صفحة ١٥ (ويفرحن لشقوانا) وليس في اللغة شقوى بمعنى شقاء والمذكور في المعاجم الشقاوة والشقوة.
وإني على ثقة أن الأستاذ الكاتب القوي إبراهيم عز الدين لمحاول أن يكمل أسلوبه الفاتن ولوحاته الصادقة (برتوش) النحو واللغة فذلك خير لأدبه وقلمه - والسلام.