ووقف الرجل وسط النيران. . وقد خيل إليه أنه يستطيع أن يعمل شيئا وجرت معه اتصالات، متعددة، كان لها أثرها. .
وشاهد الرجل في أيامه الأخيرة، هذا البناء الضخم، وهو ينهار حجراً حجراً. . ينهار في عالم المادة، ويزداد قوة في عالم الروح. .
. . وقد أمد إيمان الرجل بفكرته، أنصاره بالقوة على احتمال كل ما أريد بهم، أمدها لأن تحتمل التعذيب الذي لقيه بل وخباب وعمار
أي إنسان كان هذا الرجل الذي صنع هذه النفوس المؤمنة الخالصة القوية الإيمان، التي احتملت هذا العذاب في صبر وثبات. . .
لقد جاء حسن البنا إجابة طبيعية لقول (غلادستون) حينما وقف في مجلس العموم البريطاني وهو يحمل (المصحف) ويقول: (مادام هذا الكتاب باقيا في الأرض فلا أمل لنا في إخضاع المسلمين)
ودهش الناس يومئذ! ماذا يقصد (غلادستون)
كان الناس في الشرق قد طوتهم ظلامات القرون. وأفسدت عقائدهم، أقوال العلماء من صنائع السلطان، الذين أغلقوا
باب الاجتهاد، وأفتوا لصالح الحاكم الظالم. . فلم يكونوا يفهمون من القرآن إلا أنه كتاب الله. . يقرءونه على القبور وفي الصلاة. .
حتى جاء حسن البنا، على اثر نداء غلادستون، ليقول للناس، إن خطر هذا الكتاب الذي يخشاه المستعمرون، ليس لأنه آيات تقرأ في الصلاة أو ترددها الشفاه، وإنما لأنه كتاب تشريع وقيادة، وإمامة وحكم
وإنما يخشى الغرب روح الإسلام التي لو تبدت، دبت اليقظة في أوصاله فأفسدت ذلك على المستعمرين أغراضهم. . وقامت في الشرق أمة تحب الموت في سبيل الحرية والكرامة والعزة. .
وكان حسن البنا هو الرجل الذي أخرجه التاريخ ليكتب هذه الصفحة الجديدة في تاريخ الشرق الحديث
ولذلك نظروا أبنا منذ اليوم الأول نظرة الترقب والتوجس والخوف، وحاولوا أن المر